نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 357
محمدا في ذريته، مالكم، لا سقاكم اللّه يوم القيامة، فبأس القوم أنتم.
فقال له نفر منهم: يا هذا ما ندري ما تقول؟ فقال برير: الحمد للّه الذي زادني فيكم بصيرة، اللّهم إني أبرأ إليك من فعال هؤلاء القوم، اللّهمّ الق بأسهم بينهم، حتى يلقوك و أنت عليهم غضبان.
فجعل القوم يرمونه بالسهام، فرجع برير إلى ورائه، فتقدم الحسين عليه السّلام حتى وقف قبالة القوم، و جعل ينظر إلى صفوفهم، كأنها السيل، و نظر إلى ابن سعد واقفا في صناديد الكوفة، فقال: «الحمد للّه الذي خلق الدنيا، فجعلها دار فناء و زوال، متصرفة بأهلها حالا بعد حال، فالمغرور من غرته، و الشقي من فتنته، فلا تغرنكم هذه الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن إليها، و تخيب طمع من طمع فيها، و أراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم اللّه فيه عليكم، فأعرض بوجهه الكريم عنكم، و أحلّ بكم نقمته، و جنبكم رحمته، فنعم الرب ربّنا؛ و بئس العبيد أنتم، أقررتم بالطاعة، و آمنتم بالرسول محمد، ثم إنكم زحفتم إلى ذريته تريدون قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر اللّه العظيم، فتبا لكم و ما تريدون؟ إنا للّه و إنا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم، فبعدا للقوم الظالمين» .
فقال عمر بن سعد: ويلكم، كلّموه فإنه ابن أبيه، و اللّه، لو وقف فيكم هكذا يوما جديدا لما قطع، و لما حصر فكلّموه، فتقدم إليه شمر بن ذي الجوشن، فقال: يا حسين! ما هذا الذي تقول؟ أفهمنا حتى نفهم.
فقال عليه السّلام: «أقول لكم: اتقوا اللّه ربكم و لا تقتلون، فإنّه لا يحلّ لكم قتلي، و لا انتهاك حرمتي، فإني ابن بنت نبيكم، و جدتي «خديجة» زوجة نبيكم، و لعله قد بلغكم، قول نبيكم محمّد صلّى اللّه عليه و آله: الحسن و الحسين سيّدا
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 357