responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 1  صفحه : 355

فقال ابن سعد: اخبرهم إنا أجلناهم باقي يومنا هذا إلى غد، فإن استسلموا و نزلوا على الحكم و جهنا بهم إلى الأمير عبيد اللّه، و إن أبوا ناجزناهم، فانصرف الفريقان و عاد كلّ إلى معسكره، و جاء الليل فبات الحسين عليه السّلام تلك الليلة راكعا ساجدا باكيا مستغفرا متضرّعا، و بات أصحابه و لهم دويّ كدويّ النحل، و جاء شمر بن ذي الجوشن في نصف الليل يتجسس و معه جماعة من أصحابه، حتى قارب معسكر «الحسين» فسمعه يتلو قوله تعالى: وَ لاٰ يَحْسَبَنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمٰا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمٰا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدٰادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذٰابٌ مُهِينٌ. مٰا كٰانَ اَللّٰهُ لِيَذَرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلىٰ مٰا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتّٰى يَمِيزَ اَلْخَبِيثَ مِنَ اَلطَّيِّبِ آل عمران/178 و 179، فصاح رجل من أصحاب شمر: نحن و رب الكعبة الطيبون، و أنتم الخبيثون، و قد ميزنا منكم.

فقطع برير بن خضير الهمداني صلاته ثمّ نادى: يا فاسق! يا فاجر! يا عدو اللّه! يا ابن البوّال على عقبيه أمثلك يكون من الطيبين، و الحسين ابن رسول اللّه من الخبيثين، و اللّه، ما أنت إلاّ بهيمة و لا تعقل ما تأتي و ما تذر، فابشر يا عدو اللّه! بالخزي يوم القيامة و العذاب الأليم. فصاح شمر: إنّ اللّه قاتلك و قاتل صاحبك عن قريب، فقال برير: أ بالموت تخوفني؟ و اللّه، إنّ الموت مع ابن رسول اللّه أحبّ إليّ من الحياة معكم، و اللّه، لا نالت شفاعة محمد صلّى اللّه عليه و آله قوما أراقوا دماء ذريته و أهل بيته.

فجاء إليه رجل من أصحابه، و قال: يا برير إن-أبا عبد اللّه-، يقول لك: ارجع إلى موضعك، و لا تخاطب القوم، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه، و أبلغ في الدعاء فلقد نصحت، و أبلغت في النصح و الدعاء.

نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 1  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست