responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 1  صفحه : 354

بالليل و النهار، و شيعته الأتقياء الأبرار، فقال له رجل من أصحاب ابن سعد، يقال له: «عروة بن قيس» : إنّك لتزكي نفسك ما استطعت، فقال له زهير بن القين: اتّق اللّه، يا ابن قيس! و لا تكن من الذين يعينون على الضلال؛ و قتل النفوس الزكية الطاهرة؛ و عترة خير الأنبياء؛ و ذرية أصحاب الكساء.

فقال له ابن قيس: إنّك لم تكن عندنا من شيعة أهل البيت، و إنّما كنت عثمانيا نعرفك، فكيف صرت ترابيا، فقال له زهير: إني كنت كذلك، غير أني لما رأيت «الحسين» مغصوبا على حقه ذكرت جدّه و مكانه منه، فرأيت لنفسي أن أنصره، و أكون من حزبه، و أجعل نفسي من دون نفسه، حفظا لما ضيّعتم من حقّ اللّه و حقّ رسوله.

فكان هؤلاء في هذه المخاطبة، و الحسين جالس مفكر في أمر المحاربة، و أخوه «العباس» واقف بين يديه فقال للعباس: «ارجع يا أخي إلى القوم فإن استطعت أن تصرفهم و تدفعهم عنا باقي هذا اليوم فافعل لعلّنا نصلّي لربنا ليلتنا هذه و ندعو اللّه و نستعفيه و نستنصره على هؤلاء القوم» . فأقبل العباس إلى القوم و هم وقوف، فقال لهم: يا هؤلاء! إنّ أبا عبد اللّه يسألكم الانصراف عنه باقي يومكم هذا، حتى ينظر في هذا الأمر، ثمّ نلقاكم به غدا إن شاء اللّه، فأخبر القوم أميرهم عمر بن سعد، فقال للشمر: ما ذا ترى يا شمر؟ فقال: إني ما أرى إلاّ رأيك، أنت الأمير علينا فافعل ما تشاء، فقال: إني أحببت أن لا أكون أميرا، فلم أترك و اكرهت، ثم قال لأصحابه: ما ترون؟ قالوا له: أنت الأمير، فقال له عمرو بن الحجاج الزبيدي: سبحان اللّه العظيم، و اللّه لو كان هؤلاء من-الترك و الدّيلم-ثم سألوكم هذه الليلة، لقد كان ينبغي أن تجيبوهم إلى ذلك، فكيف و هم آل الرسول محمد صلّى اللّه عليه و آله.

نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست