responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 1  صفحه : 352

فرجع برير إلى الحسين، و قال: يا ابن رسول اللّه! إنّ عمر بن سعد قد رضي لقتلك بولاية الري.

قال: فلمّا أيس الحسين من القوم، و علم أنهم مقاتلوه، قال لأصحابه: «قوموا، فاحفروا لنا حفيرة شبه الخندق حول معسكرنا، و أجّجوا فيها نارا حتى يكون قتال هؤلاء القوم من وجه واحد فإنهم لو قاتلونا و شغلنا بحربهم لضاعت الحرم» ، فقاموا من كل ناحية فتعاونوا و احتفروا الحفيرة، ثمّ جمعوا الشوك و الحطب فألقوه في الحفيرة و أجّجوا فيها النّار.

و أقبل رجل من عسكر عمر بن سعد، يقال له: «مالك بن جريرة» على فرس له حتى وقف على الحفيرة، و جعل ينادي بأعلى صوته: أبشر يا حسين! فقد تعجلت النار في الدّنيا قبل الآخرة، فقال له الحسين: «كذبت، يا عدو اللّه! أنا قادم على ربّ رحيم، و شفيع مطاع، ذاك جدّي محمّد» ، ثم قال الحسين لأصحابه: «من هذا» ؟ فقيل له: هذا مالك بن جريرة، فقال الحسين: «اللّهمّ جره إلى النار، و أذقه حرّها قبل مصيره إلى نار الآخرة» ، فلم يكن بأسرع من أن شبّ به الفرس فألقاه على ظهره، فتعلّقت رجله في الركاب، فركض به الفرس حتى ألقاه في النار فاحترق.

فخرّ الحسين عليه السّلام ساجدا، ثمّ رفع رأسه، و قال: «يا لها من دعوة! ما كان أسرع إجابتها» ، ثمّ رفع الحسين صوته، و قال: «اللّهمّ إنا أهل بيت نبيك و ذريته و قرابته، فاقصم من ظلمنا و غصبنا حقنا، إنّك سميع قريب» ، فسمعها محمد بن الأشعث، فقال: يا حسين و أي قرابة بينك و بين محمد؟ فقال الحسين: «اللّهمّ إن محمد بن الأشعث، يقول: إنّه ليس بيني و بين رسولك قرابة، اللّهم! فأرني فيه هذا اليوم ذلا عاجلا» ، فما كان بأسرع من أن تنحى، محمد بن الأشعث، و خرج من العسكر، فنزل عن فرسه، و إذا

نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست