نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 350
منكم، و لا أعلم أهل بيت أبر و لا أوصل و لا أفضل من أهل بيتي، فجزاكم اللّه جميعا عني خيرا. إنّ هؤلاء القوم ما يطلبون أحدا غيري، و لو قد أصابوني و قدروا على قتلي لما طلبوكم أبدا، و هذا الليل قد غشيكم فقوموا و اتخذوه جملا، و ليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من إخوتي، و تفرقوا في سواد هذا الليل، و ذروني و هؤلاء القوم» .
فتكلم إخوته و جميع أهل بيته، و قالوا: يا ابن رسول اللّه! فما ذا تقول الناس؟ و ما ذا نقول لهم؟ إنا تركنا شيخنا؛ و سيدنا؛ و ابن بنت نبينا محمد صلّى اللّه عليه و آله، لم نرم معه بسهم، و لم نطعن برمح، و لم نضرب بسيف، لا، و اللّه يا ابن رسول اللّه لا نفارقك أبدا، و لكنا نفديك بأنفسنا، و نقتل بين يديك، و نرد موردك، فقبّح اللّه العيش من بعدك.
ثم تكلم «مسلم بن عوسجة الأسدي» ، فقال يا ابن رسول اللّه! أ نحن نخليك هكذا، و ننصرف عنك، و قد أحاط بك هؤلاء الأعداء؟ لا و اللّه، لا يراني اللّه و أنا أفعل ذلك أبدا، حتى أكسر في صدورهم رمحي، و أضرب فيهم بسيفي، ما ثبت قائمه بيدي، و لو لم يكن لي سلاح اقاتلهم به، لقذفتهم بالحجارة، و لم افارقك حتّى أموت بين يديك.
ثم تكلّم «سعد بن عبد اللّه الحنفي» ، فقال: لا و اللّه يا بن رسول اللّه! لا نخليك أبدا حتى يعلم اللّه تبارك و تعالى أنا حفظنا فيك غيبة رسوله، و و اللّه، لو علمت أني اقتل ثم احيا ثمّ احرق حيا-يفعل بي ذلك سبعين مرّة-لما فارقتك أبدا، حتى ألقى حمامي من دونك، و كيف لا أفعل ذلك، و إنما هي قتلة واحدة، ثم أنال الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا.
ثم تكلم «زهير بن القين البجلي» ، فقال: و اللّه، يا ابن رسول اللّه لوددت أني قتلت فيك ثم نشرت، حتى اقتل فيك ألف مرّة، و أن اللّه قد
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 350