نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 348
قال: ثمّ سكت فلم يجبه عن ذلك، فانصرف عنه الحسين، و هو يقول: «مالك، ذبحك اللّه على فراشك سريعا عاجلا، و لا غفر لك يوم حشرك و نشرك، فو اللّه، إني لأرجو أن لا تأكل من برّ العراق إلاّ يسيرا» ، فقال له عمر: يا أبا عبد اللّه! في الشعير عوض عن البر، ثمّ رجع عمر إلى معسكره.
ثمّ إنه ورد عليه كتاب من ابن زياد يؤنّبه و يضعفه، و يقول: ما هذه المطاولة؟ انظر إن بايع الحسين و أصحابه، و نزلوا عند حكمي، فابعث بهم إليّ سلما، و إن أبوا ذلك، فازحف إليهم حتى تقتلهم و تمثل بهم، فإنهم لذلك مستحقون، فإذا قتلت الحسين فأوطئ الخيل ظهره و بطنه، فإنه عاق شاق قاطع ظلوم، فإذا فعلت ذلك جزيناك جزاء السامع المطيع، و إن أبيت ذلك فاعتزل خيلنا و جندنا، و سلّم الجند و العسكر إلى شمر بن ذي الجوشن فإنّه أشد منك حزما، و أمضى منك عزما.
و قال غيره: إن عبيد اللّه بن زياد دعا «حويزة بن يزيد التميمي» و قال: إذا وصلت بكتابي الى عمر بن سعد، فإن قام من ساعته لمحاربة الحسين فذاك، و إن لم يقم فخذه و قيده، و اندب «شهر بن حوشب» ليكون أميرا على النّاس، فوصل الكتاب، و كان في الكتاب: إني لم أبعثك يا ابن سعد لمنادمة الحسين، فإذا أتاك كتابي، فخيّر الحسين بين أن يأتي إليّ، و بين أن تقاتله، فقام عمر بن سعد من ساعته، و أخبر الحسين بذلك، فقال له الحسين عليه السّلام: «أخّرني إلى غد» -و سيأتي هذا الحديث فيما بعد إن شاء اللّه-، ثمّ قال عمر بن سعد للرسول: اشهد لي عند الأمير أني امتثلت أمره.
عدنا الى-الحديث الأول-، فلما طوى الكتاب و ختمه، و ثب رجل، يقال له: «عبد اللّه بن المحل بن حرام العامري» ، فقال له: أصلح اللّه الأمير!
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 348