responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 1  صفحه : 339

و مات أبي عليّ، و ماتت أمي فاطمة، و مات أخي الحسن، و بقي ثمال أهل البيت، و اليوم ينعى إليّ نفسه، و بكت فبكت النسوة، و لطمن الخدود و شققن الجيوب، و جعلت اخته تنادي: وا محمداه! وا أبا القاسماه! اليوم مات جدي محمّد، وا أبتاه! وا علياه! اليوم مات أبي عليّ، وا اماه! وا فاطماه اليوم ماتت أمي فاطمة، وا أخاه! وا حسناه! اليوم مات أخي الحسن، وا أخاه وا حسيناه! وا ضيعتنا بعدك يا أبا عبد اللّه! فعزاها الحسين و صبرها، و قال: «يا اختاه! تعزي بعزاء اللّه، و ارضي بقضاء اللّه، فإن أهل السماء يفوتون، و أهل الأرض يموتون، و جميع البرية لا يبقون، كلّ شيء هالك إلاّ وجهه، فتبارك اللّه الذي إليه جميع الخلق يرجعون، فهو الذي خلق الخلق بقدرته، و يفنيهم بمشيئته، و يبعثهم بإرادته، يا اختاه! كان جدي و أبي و أمي و أخي خيرا مني و أفضل، و قد ذاقوا الموت و ضمهم التراب، و إنّ لي و لك و لكلّ مؤمن برسول اللّه اسوة حسنة» . ثمّ قال عليه السّلام: «يا زينب! و يا أمّ كلثوم! و يا فاطمة! و يا رباب! انظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن عليّ جيبا؛ و لا تخمشن عليّ وجها؛ و لا تقلن فيّ هجرا» .

ثمّ خرج إلى أصحابه، فقال له الطرماح بن عدي الطائي-و كان من شيعته-: الرأي أن تركب معي جمازة [1]فأني أبلغ بك الليلة قبل الصباح أحياء طيّ، و اسوي لك امورك، و أقيم بين يديك خمسة آلاف مقاتل يقاتلون عنك. فقال له الحسين: «أمن مروءة الإنسان أن ينجي نفسه، و يهلك أهله و إخوته و أصحابه» ؟ فقال له أصحابه: إنّ هؤلاء القوم إذا لم يجدوك لم يفعلوا شيئا، فلم يلتفت إلى قولهم، و جزى الطرماح خيرا.

قال: ثمّ أقبل الحر بن يزيد فنزل في أصحابه حذاء الحسين و كتب إلى


[1] جمازة: فرس من أكرم خيول العرب لعبد اللّه بن خثم فلعلّ هذه من نسلها.

نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 1  صفحه : 339
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست