نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 338
قال: فنزل القوم، و حطوا الأثقال ناحية من الفرات، و ضربت خيمة الحسين لأهله و بنيه و بناته، و ضربت خيم إخوته و بني عمّه حول خيمته، و جلس الحسين في خيمته يصلح سيفه، و معه «جون» مولى «أبي ذر الغفاري» فجعل يصلحه و يقول:
يا دهر اف لك من خليل كم لك بالاشراق و الأصيل من صاحب و طالب قتيل و الدهر لا يقنع بالبديل و كل حيّ سالك سبيلي ما أقرب الوعد من الرّحيل و إنما الأمر الى الجليل سبحانه جلّ عن المثيل قال «علي بن الحسين» عليهما السّلام: «و جعل أبي يردد هذه الأبيات فحفظتها منه، و خنقتني العبرة، و لزمت السكوت حسب طاقتي، فأما عمتي «زينب» فلمّا سمعت بذلك استعبرت و بكت، و كانت ضعيفة القلب، فبان عليها الحزن و الجزع، فأقبلت تجر أذيالها إلى الحسين، و قالت: يا أخي! و يا قرّة عيني ليت الموت أعدمني الحياة، يا خليفة الماضين! و ثمال الباقين! فنظر إليها الحسين، و قال: اختاه لا يذهبنّ بحلمك الشيطان، فإن أهل السماء يموتون، و أهل الأرض لا يبقون، كلّ شيء هالك إلاّ وجهه، له الحكم و إليه ترجعون، فأين أبي و جدي اللذان هما خير مني؟ فلي بهما و لكلّ مؤمن اسوة حسنة، و عزّاها، ثم قال لها: بحقي عليك، يا اختاه! إذا أنا قتلت، فلا تشقّي علي جيبا، و لا تخمشي عليّ وجها، ثمّ ردها إلى خدرها» .
و روي: أنّه لما سمعت ذلك اخته «زينب» أو «أمّ كلثوم» جاءت إلى «الحسين» و قالت: يا أخي! هذا كلام من أيقن بالموت، قال: «نعم يا اختاه» ، قالت: إذن، فردنا إلى حرم جدّنا، فقال: «يا اختاه! لو ترك القطا لنام» ، فقالت: وا ثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة، مات جدي رسول اللّه،
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 338