responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 1  صفحه : 337

رحمة اللّه و رضوانه و روحه و ريحانه، و أنت اليوم، يا ابن رسول اللّه على مثل تلك الحالة، فمن نكث عهده و خلع بيعته فلن يضر إلاّ نفسه، و اللّه تبارك و تعالى مغن عنه، فسر بنا يا ابن رسول اللّه! راشدا معافى مشرّقا، إن شئت أو مغرّبا، فو اللّه، الذي لا إله إلاّ هو ما أشفقنا من قدر اللّه، و لا كرهنا لقاء ربنا، و إنا على نياتنا و بصائرنا: نوالي من والاك؛ و نعادي من عاداك.

قال: و قال للحسين آخر من أصحابه، يقال له «برير بن خضير الهمداني» : يا ابن رسول اللّه! لقد منّ اللّه تعالى علينا بك أن نقاتل بين يديك، و تقطع فيك أعضاؤنا، ثمّ يكون جدّك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله شفيعا يوم القيامة لنا، فلا أفلح قوم ضيّعوا ابن بنت نبيهم، اف لهم غدا ما يلاقون، سينادون بالويل و الثبور في نار جهنم و هم فيهم مخلدون، فجزاهم الحسين خيرا.

قال: و خرج ولد الحسين و إخوته و أهل بيته حين سمعوا الكلام، فنظر إليهم و جمعهم عنده و بكى، ثم قال: «اللّهمّ! إنا عترة نبيك محمد صلواتك عليه و آله، قد اخرجنا و ازعجنا و طردنا عن حرم جدنا، و تعدّت بنو اميّة علينا، اللّهمّ فخذ لنا بحقنا، و انصرنا على القوم الظالمين» ، ثم نادى بأعلى صوته في أصحابه: «الرّحيل» .

و رحل من موضعه ذلك حتى نزل بكربلاء في يوم الأربعاء، أو في يوم الخميس، و ذلك اليوم الثاني من محرم من سنة إحدى و ستين، فخطب أصحابه هناك، و قال: «أما بعد-فإن النّاس عبيد الدنيا، و الدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون» ، ثم قال لهم: «أ هذه كربلاء» ؟ قالوا له: نعم، فقال: «هذه موضع كرب و بلاء، هاهنا مناخ ركابنا، و محط رحالنا، و مسفك دمائنا» .

نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست