responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 1  صفحه : 332

و العدوان، و إن كرهتمونا، و جهلتم حقنا، و كان رأيكم على خلاف ما جاءت به كتبكم، انصرفت عنكم» .

فأجابه الحرّ-بمثل ما أجاب به أوّلا-ثم قال: يا ابن رسول اللّه! أمرنا إن لقيناك أن لا نفارقك حتّى نقدم بك على الأمير عبيد اللّه، فتبسّم الحسين، و قال: «يا بن يزيد! الموت أدنى من ذلك» ، ثمّ التفت إلى أصحابه، فقال: «احملوا النساء ليركبن حتّى ننظر ما الذي يقدر أن يصنع هذا و أصحابه» .

قال: فركبن النساء، و ركب أصحاب الحسين لينصرفوا، و ساقوا النساء بين أيديهم، فتقدمت خيل-أهل الكوفة-فحالت بينهم و بين المسير، فضرب الحسين بيده إلى سيفه، و صاح بالحرّ: «ثكلتك امّك، يا ابن يزيد! ما الذي تريد أن تصنع» ؟ فقال الحر: أما و اللّه، يا أبا عبد اللّه! لو قالها غيرك من العرب، لرددتها عليه كائنا من كان، و لكن، و اللّه، ما لي إلى ذكر امّك من سبيل، غير أنّه لا بدّ لي من أن أنطلق بك إلى الأمير.

فقال الحسين: «ادن، و اللّه، لا أتبعك أو تذهب نفسي» ، فقال له الحر: ادن، و اللّه، لا افارقك أو تذهب نفسي و أنفس أصحابي، فقال الحسين: «فذر إذن أصحابك و أصحابي، و ابرز إليّ، فإن قتلتني حملت رأسي إلى ابن زياد، و إن قتلتك أرحت الخلق منك» ، فقال الحر: إني لم أومر بقتالك، و إنما امرت أن لا افارقك، أو أقدم بك على الأمير، و أنا، و اللّه كاره أن يبتليني اللّه بشيء من أمرك، غير أني أخذت بيعة القوم و خرجت إليك، و أنا أعلم أنّه ما يوافي القيامة أحد من هذه الامّة إلاّ و هو يرجو شفاعة جدّك، و إني، و اللّه، لخائف إن أنا قاتلتك أن أخسر الدّنيا و الآخرة، و لكن أما أنا يا أبا عبد اللّه! فلست أقدر على الرجوع إلى الكوفة في وقتي هذا، و لكن خذ غير الطريق، و امض حيث شئت حتّى أكتب إلى الأمير: أنّ الحسين خالفني

نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی    جلد : 1  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست