نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 273
و لا تخف عليّ شيئا من امورهم» . ثم دعا الحسين عليه السّلام بدواة و بياض، و كتب فيها هذه الوصية لأخيه محمد.
بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ «هذا ما أوصى به-الحسين بن عليّ بن أبي طالب-إلى أخيه-محمد ابن علي-المعروف «بابن الحنفية» ، إن الحسين بن علي يشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمدا عبده و رسوله، جاء بالحق من عند الحق، و أن الجنّة و النار حقّ، و أنّ الساعة آتية لا ريب فيها، و أنّ اللّه يبعث من في القبور.
إني لم أخرج أشرا و لا بطرا و لا مفسدا و لا ظالما، و إنما خرجت أطلب الإصلاح في أمّة جدي محمد صلّى اللّه عليه و آله اريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر، و أسير بسيرة جدي محمد، و سيرة أبي علي بن أبي طالب، و سيرة الخلفاء الراشدين.
فمن قبلني بقبول الحق، فاللّه أولى بالحقّ، و من ردّ عليّ هذا، صبرت حتّى يقضي اللّه بيني و بين القوم بالحقّ، و يحكم بيني و بينهم، و هو خير الحاكمين. هذه وصيتي إليك، يا أخي! و ما توفيقي إلاّ باللّه عليه توكلت و إليه انيب، و السلام عليك، و على من اتّبع الهدى، و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم» .
ثمّ طوى الحسين كتابه هذا، و ختمه بخاتمه، و دفعه إلى أخيه محمّد، ثمّ ودّعه و خرج في جوف اللّيل يريد «مكّة» في جميع أهل بيته، و ذلك لثلاث ليال مضين من شهر شعبان سنة ستين، فلزم الطريق الأعظم فجعل يسير و هو يتلو هذه الآية: فَخَرَجَ مِنْهٰا خٰائِفاً يَتَرَقَّبُ قٰالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ اَلْقَوْمِ اَلظّٰالِمِينَ القصص/21.
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 273