نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 261
تلقفها يزيد عن أبيه و دونكها معاوي عن يزيدا أديروها-بني حرب-عليكم و لا ترموا بها الغرض البعيدا فإن دنياكم بكم اطمأنت فأولوا أهلها خلقا جديدا و إن عصفت عليكم فاعصفوها عصافا تستقم لكم شديدا ثم نزل يزيد في قبة خضراء لأبيه، و هو معتم بعمامة خزّ سوداء، متقلد بسيف أبيه، فلما دخل نظر، فإذا قد فرش له فيها فرش كثير، بعضه على بعض، فرقى عليها بالكرسي، و صعد حتى جلس على تلك الفرش، فدخل الناس عليه يهنونه بالخلافة و يعزونه، و هو يقول: نحن أهل الحقّ، و أنصار الدّين فابشروا يا أهل الشام! فإن الخير لم يزل فيكم، و سيكون بينكم و بين أهل العراق ملحمة، فإني رأيت في منامي قبل ثلاث ليال، كأنّ بيني و بين أهل العراق نهرا يطرد بالدم العبيط، و يجري جريا شديدا، و جعلت أجهد في منامي أن أجوز ذلك النهر، فلم أقدر على ذلك، حتى جاءني-عبيد اللّه بن زياد-فجازه بين يدي و أنا أنظر إليه.
فأجابه أهل الشّام و قالوا: امض بنا يا أمير المؤمنين! حيث شئت، فنحن بين يديك، و سيوفنا هي التي عرفها أهل العراق في يوم «صفين» ، فقال لهم: أنتم لعمري، كذلك، ثمّ قال: أيها الناس! إن معاوية كان عبدا من عباد اللّه، أنعم اللّه عليه، ثمّ قبضه إليه، و هو خير ممن كان بعده، و دون من كان قبله، و لا ازكيه على اللّه، فهو أعلم به مني، فإن عفا عنه فبرحمته، و إن عاقبه فبذنبه، و قد وليت هذا الأمر من بعده و لست اقصر عن طلب حقّ، و لا أعتذر من تفريط في باطل، و إذا أراد اللّه شيئا كان.
فصاح الناس من كل جانب: سمعنا و أطعنا، يا أمير المؤمنين!
قال: و بايعه النّاس كلهم، و بايعوا ابنه-معاوية بن يزيد-بعده،
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 261