نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 237
12-و قال شرحبيل بن أبي عون: إن الملك الذي جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله إنما كان-ملك البحار-، و ذلك أنّ ملكا من ملائكة الفراديس نزل إلى البحر، ثم نشر أجنحته عليه، و صاح صيحة قال فيها: يا أهل البحار! البسوا ثياب الحزن، فإن فرخ محمد مقتول مذبوح، ثمّ جاء إلى النبي فقال: يا حبيب اللّه! تقتتل على هذه الأرض فرقتان من امتك: احداهما ظالمة متعدية فاسقة تقتل فرخك الحسين ابن ابنتك بأرض-كرب و بلاء-، و هذه التربة عندك، و ناوله قبضة من أرض «كربلاء» ، و قال له: تكون هذه التربة عندك حتى ترى علامة ذلك، ثم حمل ذلك الملك من تربة الحسين في بعض أجنحته، فلم يبق ملك في سماء الدنيا إلا شمّ تلك التربة، و صار لها عنده أثر و خبر.
قال: ثم أخذ النبي تلك القبضة التي أتاه بها الملك، فجعل يشمها و يبكي، و يقول في بكائه: «اللّهمّ! لا تبارك في قاتل ولدي، و أصله نار جهنم» ثم دفع تلك القبضة إلى أمّ سلمة و أخبرها بقتل الحسين-بشاطئ الفرات-، و قال: «يا أمّ سلمة! خذي هذه التربة إليك، فإنها إذا تغيرت و تحوّلت دما عبيطا، فعند ذلك يقتل ولدي الحسين» .
فلما أتى على الحسين من ولادته سنة كاملة، هبط على رسول اللّه اثنا عشر ملكا: أحدهم على صورة الأسد، و الثاني: على صورة الثور، و الثالث: على صورة التنين، و الرابع: على صورة ولد آدم، و الثمانية الباقون: على صور شتى، محمرة وجوههم، قد نشروا أجنحتهم، و هم يقولون: يا محمد! سينزل بولدك الحسين ما نزل بهابيل من قابيل، و سيعطى مثل أجر هابيل، و يحمل على قاتله مثل وزر قابيل.
قال: و لم يبق في السماء ملك إلا و نزل على النبي يعزيه بالحسين، و يخبره: بثواب ما يعطى، و يعرض عليه تربته، و النبي يقول: «اللّهمّ!
نام کتاب : مقتل الحسین علیه السلام نویسنده : خوارزمی جلد : 1 صفحه : 237