قال:عدّه الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلّى اللّه عليه و اله قائلا:عداده في الكوفيّين،و لهما أخ يكنّى أبا بردة.و قيل:إنّ أبا بردة كان ابن أبي موسى،و أخوه الآخر كان يكنّى أبا عمرو.
أقول:يرد على الشيخ امور:
الأوّل:أنّ«أبارهم الأشعري أخو أبي موسى»وجوده محقّق،إلاّ أنّه لم يقل أحد:إنّ اسمه«محمّد»و الأكثر لم يذكروا له اسما،و قال بعضهم:اسمه«مجدي».
الثاني:أنّ«محمّد بن قيس الأشعري»وجوده غير محقّق،فضلا عن كونه «أبارهم»و الأصل في وجوده ما رواه ابن مندة عن أبي بردة بن أبي موسى،عن أبيه قال:«خرجنا إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و اله في البحر حين جئنا إلى مكّة أنا و أخوك و معي أبو بردة بن قيس و أبو عامر بن قيس و أبو رهم بن قيس و محمّد بن قيس و خمسون من الأشعريّين و ستّة من عك،ثمّ هاجرنا في البحر حتّى أتينا المدينة».و قال أبو نعيم:
هذا وهم فاحش،فروى أبو كريب مسندا عن أبي موسى قال:«خرجنا من اليمن و نحن ثلاثة إخوة:أبو موسى و أبو رهم و أبو بردة،فأخرجتنا سفينتنا إلى النجاشي بأرض الحبشة و عنده جعفر و أصحابه،فأقبلنا جميعا في سفينة إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و اله حين افتتح خيبر».قال أبو نعيم:و ممّا دل على و همه ذكره في الحديث مجيئهم إلى مكّة،و لم يختلف أن أبا موسى لم يقدم إلاّ يوم خيبر [1].
و أقول:و كذا تضمّن الحديث أنّهم هاجروا في البحر من مكّة إلى المدينة، و ليس بينهما طريق بحري.و بالجملة:مستند وجود«محمّد بن قيس»ذاك الخبر المجعول؛مع أنّه عطفه على«أبي رهم»فكيف جعلهما الشيخ واحدا؟