و أقول:بل الأوّل،فإنّ الظاهر أنّه ابن«سعد الخير»-المتقدّم-الّذي من ولد عبد العزيز بن مروان،و كان من أصحاب الباقر عليه السّلام و إن كان الشيخ في الرجال عدّ في أصحاب الصادق عليه السّلام«محمّد بن سعيد بن الأسود الاموي».
محمّد بن سعد كاتب الواقدي
قال المصنّف:قال ابن النديم:«كان ثقة مستورا عالما بأخبار الصحابة و التابعين» [1]و يكشف توثيقه المطلق عن كونه إماميّا عدلا.
أقول:ما ذكره غلط عظيم!فإنّ ابن النديم عامّي،فمن سكت عن مذهبه يستكشف منه كونه عامّيا محضا؛و كيف يكون إماميّا عدلا و هو عامّي عنيد و ناصبيّ شديد!كما لا يخفى على من راجع طبقاته،فانّه بدّل أمر النبيّ صلّى اللّه عليه و اله بسدّ الأبواب إلاّ باب أمير المؤمنين عليه السّلام بباب أبي بكر [2]الّذي كان من أخبار وضعته البكريّة،كما اعترف به ابن أبي الحديد [3].
و قال في غزوة تبوك-مع كون استخلاف النبيّ صلّى اللّه عليه و اله لأمير المؤمنين عليه السّلام فيها إجماعيّا كما أقرّ به الطبري [4]-:أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و اله استخلف محمّد بن مسلم و قال:«هو أثبت عندنا ممّن قال استخلف غيره» [5]أراد بذلك إخفاء قول النبيّ صلّى اللّه عليه و اله-في المتواتر لأمير المؤمنين عليه السّلام-:«أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي» و يأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره و لو كره الكافرون،و لم يقنع بما فعل فزاد في الجعل«أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و اله في تبوك استخلف أبا بكر الصديق يصلّي بعسكره» [6]و يفضح اللّه الكاذبين! فأيّ معنى للاستخلاف مع حضوره صلّى اللّه عليه و اله بنفسه و عدم عروض مرض له؟.