أقول:و في معارف ابن قتيبة:كان يرى رأي الخوارج،و أوثقه عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس على باب كنيف،فقيل له:أ تفعلون هذا بمولاكم!فقال:إنّ هذا كان يكذب على أبي [1].
و روى ذيل الطبري عن سعيد بن المسيّب،قال لبرد مولاه:لا تكذب عليّ كما كذب عكرمة على ابن عبّاس.
و فيه:كان يرى رأي الصفريّة من الخوارج و نحل ذلك الرأي إلى ابن عبّاس،و كان ذلك كذبه على ابن عباس،توفّي هو و كثير عزّة في يوم،فما حمل جنازتهما إلاّ الزنج؛و عجب الناس لاجتماعهما في الموت و اختلاف رأيهما، عكرمة يظنّ به أنّه يرى رأي الخوارج يكفّر بالنظرة،و كثير شيعي يؤمن بالرجعة [2].
و التحقيق:أنّ عكرمة كان يرى رأي الخوارج في تكفير أهل السنّة فقط، لا تكفيرهم لأمير المؤمنين-عليه السّلام-.
و الشاهد لذلك ما في ميزان الذهبي عن ابن المديني،عن يعقوب الحضرمي،عن جدّه،قال:وقف عكرمة على باب المسجد فقال:ما فيه إلاّ كافر.
و روى عن خالد بن أبي عمران،قال:كنّا بالمغرب و عندنا عكرمة في وقت الموسم،فقال:وددت أنّ بيدي حربة فاعترض بها من شهد الموسم يمينا و شمالا.
و كيف يصحّ أن يكون من الخوارج في جميع عقائدهم و الخوارج يرون الخروج على أهل الجور حتّى بنسائهم،و هو يأتيهم و يأخذ جوائزهم؟