يملأ فروجه ركضا و يضربه بالسوط مسرعا نحو التلّ،فنظر إليه معاوية فقال:
هذا الرجل مغلوب على عقله أو مستأمن فاسألوه،فأتاه رجل فناداه،فلم يجبه و مضى مبادرا حتى انتهى إلى معاوية،فجعل يطعن في أعراض الخيل و رجا أن ينفرد بمعاوية فيقتله،فاستقبله رجال و حال الباقون بينه و بين معاوية بسيوفهم و رماحهم؛فلمّا لم يصل إليه قال:أولى لك يا ابن هند!أنا الغلام الأسدي؛ و رجع إلى صفّ العراق،فقال له عليّ-عليه السّلام-:ما دعاك إلى ما صنعت؟لا تلق نفسك إلى التهلكة،قال:أردت غرّة ابن هند،فحيل ببني و بينه [1].
عكرمة بن أبي جهل
قال:عدّه الثلاثة في أصحاب الرسول-صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-قائلين:
هو أحد الأربعة الّذين أباح النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-دماءهم و لو كانوا متعلّقين بأستار الكعبة،ففرّ و ركب البحر،فأصابتهم عاصف،فعاهد ربّه أن يسلم؛فأتاه فقام النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-و اعتنقه و قال:مرحبا بالراكب المهاجر!و كان المسلمون بعد ذلك يقولون:هذا ابن عدو اللّه،فشكا إلى النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-فمنعهم معلّلا بأنّ سبّ الميّت يؤذي الحيّ؛و استعمله النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-على صدقات هوازن عام حجّ،ثمّ شهد المشاهد و قتل باجنادين أو يوم اليرموك أو يوم الصفر،و لو لا دركه الفتنة بعد النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-لأمكن حسنه.
أقول:بل الرجل كان عدوّ اللّه و ابن عدوّه؛و قد روى ابن أبي الحديد شطرا من مخالفاته مع أمير المؤمنين-عليه السّلام-و تظاهره أعداءه-عليه السّلام-عليه [2].