إنّ الخصال روى بطرق عنه:أنّ النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-قال:
«الأئمّة بعدي اثنا عشر من قريش» [1]إلاّ أنّهم رووه و لم يعملوا به،كما رأوا نصب النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-لأمير المؤمنين-عليه السّلام-بالعين و لم يحفلوا به؛و ايضاح الفضل يوضح مخالفة عملهم لرواياتهم و تناقضاتهم في القول و العمل.
و قد سردت أخبارا معتبرة في عدم إذعانه لأمير المؤمنين-عليه السّلام- و مخالفة فتاويه لفتاوى الأئمّة عليهم السّلام.
و في مختلف أخبار ابن قتيبة:قال عليّ بن عاصم:قضى ابن مسعود في الّذي قال:«من يذبح للقوم شاة ازوّجه أوّل بنت تولد لي»-ففعل ذلك رجل- أنّها امرأته و أنّ لها مهر نسائها [2].
و غاية ما يمكن أن يقال:إنّه وردت توبته،فنقل طرائف عليّ بن طاوس، عن كتاب محمّد بن عليّ السرّاج باسناده،عن ابن مسعود،قال:قال لي النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:يا ابن مسعود انّه قد انزلت عليّ «وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لاٰ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللّٰهَ شَدِيدُ الْعِقٰابِ» و أنا مستودعكها،فكن لما أقول واعيا و عنّي له مؤدّيا:«من ظلم عليّا مجلسي هذا كمن جحد نبوّتي و نبوّة من كان قبلي»فقال له الراوي:يا أبا عبد الرحمن سمعت هذا من النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟قال:نعم،قال:فكيف ولّيت للظالمين؟قال:لا جرم حلّت عقوبة عملي،و ذلك أنّي لم أستاذن إمامي كما استأذنه جندب و عمّار و سلمان،و أنا أستغفر اللّه و أتوب إليه [3].
إلاّ أنّه خبر واحد لا يكاد ينهض في قبال تلك الأخبار المستفيضة.
[1] الخصال:466-469،روى عنه ستة أحاديث،في بعضها:«اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل»و في بعضها:«عدّة نقباء موسى»و النصّ الّذي ذكره ليس في واحد منها.