فأخذت امّ وهب امرأته عمودا ثمّ أقبلت نحو زوجها تقول له:«فداك أبي و امّي!قاتل دون الطيّبين ذريّة محمّد»فأقبل إليها يردّها نحو النساء،فأخذت تجاذب ثوبه،ثمّ قالت:«إنّي لن أدعك دون أن أموت معك»فناداها حسين «جزيتم من أهل بيت خيرا،ارجعي-رحمك اللّه-إلى النساء فاجلسي معهنّ، فانّه ليس على النساء قتال»فانصرفت إليهنّ(إلى أن قال بعد ذكر قتل مسلم بن عوسجة في الميمنة)و حمل شمر في الميسرة على أهل الميسرة،فثبتوا له فطاعنوه و أصحابه،و حمل على الحسين عليه السّلام و أصحابه من كلّ جانب،فقتل الكلبي و قد قتل رجلين بعد الرجلين الأوّلين و قاتل قتالا شديدا،فحمل عليه هانئ بن ثبيت الحضرمي و بكير بن حيّ التيمي-من تيم اللّه بن ثعلبة-فقتلاه، و كان القتيل الثاني من أصحاب الحسين عليه السّلام(إلى أن قال)و خرجت امرأة الكلبي تمشي إلى زوجها حتّى جلست عند رأسه تمسح عنه التراب و تقول:هنيئا لك الجنّة!فقال شمر لغلام له يسمّى رستم:اضرب رأسها بالعمود،فضرب رأسها فشدخه،فماتت مكانها [1].
و ذكره المفيد في إرشاده [2]و بدّله ابن طاوس ب«وهب بن جناب»مع زيادة امّ له [3]-كما يأتي-و هو وهم،و إنّما«امّ وهب»امرأته و«أبو جناب» راويه.و بدّله المناقب ب«وهب بن عبد اللّه» [4]و رواية الأمالي ب«وهب بن وهب» [5]كما يأتي.