و في عمدة الطالب:روى أبو نصر البخاري عن المفضّل بن عمر،قال:قال الصادق-عليه السّلام-:كان عمّنا العبّاس نافذ البصيرة،صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد اللّه-عليه السّلام-و أبلى بلاء حسنا و مضى شهيدا،و دم العبّاس في بني حنيفة،و قتل و له أربع و ثلاثون سنة [1].
هذا،و في مقاتل الأصبهاني:و كان العبّاس رجلا و سيما جميلا يركب الفرس المطهّم و رجلاه تخطّان في الأرض،و كان يقال له:«قمر بني هاشم»و كان لواء الحسين-عليه السّلام-معه يوم قتل.حدّثني أحمد بن سعيد،قال:حدّثني يحيى بن الحسن،قال:حدّثنا بكر بن عبد الوهّاب،قال:حدّثنا ابن أبي اويس،عن أبيه،عن جعفر بن محمد-عليهما السّلام-قال:عبأ الحسين-عليه السّلام- أصحابه،فأعطى رايته أخاه العبّاس.
حدّثني أحمد بن عيسى،قال:حدّثني حسين بن نصر،قال حدّثنا أبي، قال:حدّثنا عمرو بن شمر،عن جابر،عن أبي جعفر-عليه السّلام-أنّ زيد بن رقاد الجنبي و حكيم بن الطفيل الطائي قتلا العبّاس،و كانت امّ البنين-امّ هؤلاء الأربعة الإخوة القتلى-تخرج إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة و أحرقها!فيجتمع الناس إليها يسمعون منها؛و كان مروان يجيء في من يجيء لذلك،فلا يزال يسمع ندبتها و يبكي!ذكر ذلك محمد بن عليّ بن حمزة،عن النوفلي،عن حمّاد بن عيسى الجهني،عن معاوية بن عمّار،عن جعفر.و في العبّاس بن عليّ يقول الشاعر:
أحقّ الناس أن يبكى عليه فتى أبكى الحسين بكربلاء اخوه و ابن والده عليّ أبو الفضل المضرّج بالدماء و من واساه لا يثنيه شيء و جاد له على عطش بماء