فأجابه يحيى بأنّك تروي عن عبد الرزاق و سمعته أنا و أنت يتناول عثمان،و هو أفضل من معاوية [1].
و روى الحموي في بلدانه(في عنوان صنعاء)عن زيد بن المبارك أنّه سئل عن علّة تركه لعبد الرزاق،فقال:إنّه كان عنده،فحدّثه بحديث معمّر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان الطويل،فلمّا قرأ قول عمر لعليّ و العبّاس«فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك،و يطلب هذا ميراث امرأته من أبيها»قال عبد الرزّاق:ألا يقول الأنوك:رسول اللّه؟!صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و في المعجم أيضا:روى عنه سفيان بن عيينة و هو من شيوخه و معتمر بن سليمان و هو من شيوخه.
و روى النجاشي في محمّد بن أبي بكر همّام بن سهيل عنه،عن أحمد بن مابنداذ،قال:أسلم أبي أوّل من أسلم من أهله،و خرج عن دين المجوسيّة و هداه اللّه إلى الحقّ،و كان يدعو أخاه سهيلا إلى مذهبه،فيقول له:يا أخي! أعلم أنّك لا تألوني نصحا،و لكن الناس مختلفون(إلى أن قال)قال لأخيه:
الّذي كنت تدعوني إليه هو الحقّ!قال:و كيف علمت ذلك؟قال:لقيت في حجّي عبد الرزاق بن همّام الصنعاني و ما رأيت أحدا مثله؛فقلت له على خلوة:
نحن قوم من أولاد الأعاجم و عهدنا بالدخول في الإسلام قريب،و أرى أهله مختلفين في مذاهبهم؛و قد جعل اللّه لك من العلم بما لا نظير لك فيه و لا في عصرك مثل،و اريد أن أجعلك حجّة في ما بيني و بين اللّه عزّ و جلّ،فان رأيت أن تبيّن لي ما ترضاه لنفسك من الدين لأتّبعك فيه و اقلّدك،فأظهر لي محبّة آل رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-و تعظيمهم و البراءة من أعدائهم و القول بإمامتهم.