و هما يبكيان!فقال-عليه السّلام-:يا ابني أخي ما يبكيكما؟فو اللّه إنّى لأرجو أن تكونا بعد ساعه قريري العين؛فقالا:جعلنا اللّه فداك!و اللّه ما على أنفسنا نبكي و لكن نبكي عليك!نراك قد احيط بك و لا نقدر أن ننفعك؛فقال:
جزاكم اللّه يا ابني أخي-بوجد كما من ذلك و مواساتكما إيّاي بأنفسكما-أحسن جزاء المتّقين!ثمّ استقدما و ارتجزا و قاتلا حتّى قتلا.
أقول:ما نقله عن السير مذكور في البحار [1]لكن قلنا في سيف بن الحارث الجابري:إنّه وقع تخليط؛فالطبري ذكر قوله:«و هما يبكيان،الخ»فيه و في أخيه مالك.و أمّا هذا،فروى فيه و في أخيه عبد اللّه:أنّه لمّا رأى أصحاب الحسين-عليه السّلام-أنّهم قد كثروا و أنّهم لا يقدرون على أن يمنعوا حسينا -عليه السّلام-و لا أنفسهم تنافسوا في أن يقتلوا بين يديه؛فجاءه عبد اللّه و عبد الرحمن ابنا عروة الغفاريان فقالا:يا أبا عبد اللّه حازنا العدوّ إليك، فأحببنا أن نقتل بين يديك نمنعك و ندفع عنك؛قال:مرحبا بكما!ادنوا منّي، فدنوا منه فجعلا يقاتلان قريبا منه،و أحدهما يقول:
قد علمت حقّا بنو غفار و خندف بعد بني نزار لنضربنّ معشر الفجّار بكلّ عضب صارم بتّار يا قوم ذودوا عن بني الأحرار بالمشرفي و القنا الخطار [2] قال:نقل عن نسخة من رجال الشيخ«عزرة»و الصواب«عروة».