و في سنن أبي داود بعد نقل خبر بريدة عن النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-«إنّ من البيان سحرا،و إنّ من العلم جهلا،و إنّ من الشعر حكما،و إنّ من القول عيالا»قال صعصعة:صدق النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-أما قوله:«إنّ من البيان سحرا»فالرجل يكون عليه الحقّ و هو ألحن بالحجج من صاحب الحقّ، فيسحر القوم ببيانه،فيذهب بالحقّ.و أمّا قوله:«إنّ من العلم جهلا»فيتكلّف العالم إلى علمه ما لا يعلم،فيجهله ذلك.و أمّا قوله:«إنّ من الشعر حكما»فهي هذه المواعظ و الأمثال الّتي يتّعظ بها النّاس.و أمّا قوله:«إنّ من القول عيالا» فعرضك كلامك و حديثك على من ليس من شأنه و لا يريده [2].
صعصعة بن معاوية التميمي
قال:عدّه الثلاثة في أصحاب رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-.
أقول:و روى الطبري في ذيله باسناده عن صعصعة بن معاوية-عمّ الفرزدق-أنّه أتى النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-فقرأ عليه «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ» قال:حسبي!لا أسمع غيرها [3].
لكن في الجزري بعد الخبر:رواه ابن حرب و ابن المبارك عن صعصعة عمّ الفرزدق،و رواه هدبة عن صعصعة عمّ الأحنف؛و الأوّل ليس بشيء،فانّ الفرزدق همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية [4].