عليّ-عليه السّلام-لشريح-و قد قضى قضيّة نقم عليه أمرها-:و اللّه لأنفينّك إلى بانقينا شهرين تقضي بين اليهود.
ثمّ قتل عليّ-عليه السّلام-و مضى عليه دهر،فلمّا قام المختار قال لشريح:
ما قال لك أمير المؤمنين-عليه السّلام-يوم كذا؟قال:إنّه قال:كذا،قال:
و اللّه لا تقعد حتّى تخرج إلى بانقيا تقضي بين اليهود.فسيّره إليها،فقضى بين اليهود شهرين [1]!
و روى الطبري عن أبي مخنف أنّ الناس قالوا للمختار:اجعل شريحا قاضيا،فسمع الشيعة يقولون:إنّه عثمان،و إنّه ممّن شهد على حجر،و إنّه لم يبلّغ عن هاني ما أرسله به،و إنّ عليّا-عليه السّلام-عزله عن القضاء [2].
و قال ابن أبي الحديد:أتى رجل عليّا-عليه السّلام-و عنده شريح،فقال له:
ما تقول فيها أنت أيّها العبد الأبظر؟.قال أبو عبيد-القسم بن سلام-:قال له:
«العبد»لأنّه وقع عليه سبي في الجاهليّة؛و«الأبظر»الّذي في شفته العليا طول و نتو في وسطها محاذي الأنف [3].
و روى الحلية عن إبراهيم بن زيد التيمي،عن أبيه،قال:وجد عليّ-عليه السّلام-درعا له عند يهودي التقطها،فعرفها،فقال:درعي سقطت عن جمل لي أورق؛فقال اليهودي:درعي و في يدي!ثمّ قال اليهودي:بيني و بينك قاضي المسلمين؛فأتوا شريحا(إلى أن قال)فقال شريح لعليّ-عليه السّلام-:صدقت و لكن لا بدّ من شاهدين،فدعا قنبرا مولاه و الحسن بن عليّ-عليه السّلام- و شهدا أنّه درعه؛فقال شريح:أمّا شهادة مولاك فقد أجزناها،و أمّا شهادة ابنك لك فلا نجيزها!فقال-عليه السّلام-:ثكلتك امّك!(إلى أن قال)أ فلا