كتب عليّ-عليه السلام-إلى والي المدينة:لا تعطينّ سعدا و لا ابن عمر من الفيء شيئا،فأمّا اسامة بن زيد:فانّي قد عذرته في اليمين الّتي كانت عليه [1].
أقول:و في صفّين نصر بن مزاحم:دخل ابن عمر و المغيرة و سعد على عليّ -عليه السلام-فسألوه أن يعطيهم عطاءهم،و قد كانوا تخلّفوا عنه حين خرج إلى صفّين و الجمل،فقال لهم:ما خلّفكم عنّي؟قالوا:قتل عثمان!و لا ندري أحلّ دمه أم لا؟و قد كان أحدث أحداثا،ثمّ استتبتموه فتاب،ثمّ دخلتم في قتله حين قتل،فلسنا ندري أصبتم أم أخطأتم؟مع أنّا عارفون بفضلك و سابقتك و هجرتك؛فقال-عليه السلام-:أ لستم تعلمون أنّ اللّه تعالى قد أمركم أن تأمروا بالمعروف و تنهوا عن المنكر؟فقال: «وَ إِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا،فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى الْأُخْرىٰ فَقٰاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِيءَ إِلىٰ أَمْرِ اللّٰهِ» قال سعد:أعطني سيفا يعرف المؤمن من الكافر!أخاف أن أقتل مؤمنا فأدخل النار؛فقال لهم:أ لستم تعلمون أنّ عثمان كان إماما بايعتموه على السمع و الطاعة،فعلام خذلتموه إن كان محسنا؟و كيف لم تقاتلوه إذ كان مسيئا؟فقد ظلمتم إذ لم تعينوا من أمر بالمعروف و نهى عن المنكر،و قد ظلمتم إذ لم تقوموا بيننا و بين عدوّنا بما أمركم اللّه به،فإنّه قال: «فَقٰاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِيءَ إِلىٰ أَمْرِ اللّٰهِ» فردّهم و لم يعطهم شيئا [2].
و في خلفاء ابن قتيبة:دعا عمّار ابن عمر و محمد بن مسلمة و سعدا إلى بيعة أمير المؤمنين-عليه السلام-فأظهر سعد الكلام القبيح،فانصرف عمّار إلى عليّ -عليه السلام-فقال-عليه السلام-لعمّار:دع هؤلاء الرهط،أمّا ابن عمر فضعيف،و أمّا سعد فحسود [3].