الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة عشرين و مائة،و كان سنّه يومئذ اثنتين و أربعين سنة [1].
و في عمدة الطالب نحو ما في الإرشاد إلى قوله:«لا يكره قوم قطّ حرّ السيوف إلاّ ذلّوا»ثمّ قال:فحملت كلمته إلى هشام،فقال:أ لستم تزعمون أهل هذا البيت قد بادوا؟و لعمري!ما انقرض من مثل هذا خلفهم.فلمّا رجع زيد إلى الكوفة أقبلت الشيعة تختلف إليه يبايعونه،حتّى احصي ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة،سوى أهل المدائن و البصرة و واسط و الموصل و خراسان و الريّ و جرجان و الجزيرة [2].
و قال المرتضى في شرح الناصريّات:قال أبو الجارود زياد بن المنذر:قيل لأبي جعفر الباقر-عليه السّلام-:أي إخوتك أحبّ إليك و أفضل؟قال:أمّا عبد اللّه:فيدي الّتي أبطش بها،و أمّا عمر:فبصري الّذي أبصر به،و أمّا زيد:
و قال العيّاشي في كتابه«مقتضب الأثر»:إنّ زيد بن عليّ-عليه السّلام- لمّا خرج و لم يخرج جعفر بن محمّد-عليه السّلام-توهّم قوم من الشيعة أنّ امتناع جعفر-عليه السّلام-كان للمخالفة،و إنّما كان لضرب من التدبير،فلمّا رأى الّذي صاروا سلفا للزيديّة ذلك،قالوا:ليس الإمام من جلس في بيته و أغلق بابه و أرخى ستره،و إنّما الإمام من خرج بسيفه يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر؛فهذا سبب وقوع الخلاف بين الشيعة؛و أمّا جعفر-عليه السّلام-و زيد فما كان بينهما خلاف،و الدليل على صحّة قولنا،قول زيد بن عليّ:من أراد الجهاد فاليّ و من أراد العلم فالى ابن أخي جعفر،و لو ادّعى الإمامة لنفسه لم