ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفا عن هاشم ثمّ منها عن أبي الحسن أو ليس أوّل من صلّى بقبلتهم؟ و أعرف الناس بالآثار و السنن و آخر الناس عهدا بالنبيّ و من جبريل عون له في الغسل و الكفن من فيه ما فيه لا يمترون به و ليس في القوم ما فيه من الحسن ما ذا الّذي ردّكم عنه فنعلمه ها إنّ بيعتكم من أغبن الغبن [1]و يكفيه قول أمير المؤمنين-عليه السّلام-في خطبته-كما في النهج-:ما ضر إخواننا الّذين سفكت دماؤهم بصفّين ألاّ يكونوا اليوم أحياء يسبغون الغصص و يشربون الرنق،قد و اللّه!لقوا اللّه فوفّاهم اجورهم و أحلّهم الأمن بعد خوفهم أين إخواني الّذين ركبوا الطريق و مضوا على الحقّ!أين عمّار؟و أين ابن التيّهان؟و أين ذو الشهادتين؟ [2].
و في مروج الذهب للمسعودي عن أبي خليفة،عن ابن عائشة،عن معن بن عيسى،عن المنذر الجارود،قال:لما قدم عليّ-عليه السّلام-البصرة،دخل ممّا يلي الطفّ،فأتى الزاوية؛فخرجت انظر إليه،فورد موكب نحو ألف فارس يقدمهم فارس على فرس أشهب(إلى أن قال)ثمّ تلاهم فارس آخر عليه عمامة صفراء و ثياب بيض متقلّد سيفا متنكّب قوسا معه راية على فرس أشقر في نحو ألف فارس،فقلت:من هذا؟فقيل:هذا خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين،الخبر [3].
و فيه بعد ذكر أنّ محمّد بن الحنفيّة لم يقدم برايته يوم الجمل،فأخذ أمير المؤمنين-عليه السّلام-منه الراية،و قال له:أدركك عرق من امّك!و جاء ذو الشهادتين خزيمة بن ثابت إلى عليّ-عليه السّلام-فقال:لا تنكس اليوم يا