فأردت أن أسأله عن أبيه-عليه السّلام-فبادرني فقال:يا حسين!إن أردت أن ينظر اللّه إليك من غير حجاب،و تنظر إلى اللّه من غير حجاب،فوال آل محمّد، و وال وليّ الأمر منهم؛قال:قلت:انظر إلى اللّه(عزّ و جلّ)!قال:إي و اللّه! قال حسين:فعزمت على موت أبيه و إمامته.ثمّ قال لي:ما أردت أن آذن لك، لشدّة الأمر و ضيقه و لكنّي علمت الأمر الّذي عليه.ثمّ سكت قليلا،ثمّ قال:
خبّرت بأمرك؟قلت له:أجل.فدلّ هذا الحديث على تركه الوقف و قوله بالحقّ [1].
أقول:و روى الكشي أيضا-في الحسين بن قياما-مسندا عن هذا،قال:
استأذنت أنا و الحسين بن قياما على الرضا-عليه السّلام-في صوبا فأذن لنا(إلى أن قال)فقال له:فو اللّه!إنّه لا تمضي الأيّام و الليالي حتّى يولد لي ذكر من صلبي يقوم بمثل مقامي يحيي الحقّ و يمحق الباطل [2].
و هو أيضا كالأوّل دالّ على اعتقاده بالحقّ،حيث نقل محاجّة ابن قياما معه-عليه السّلام-و ظهور تلك الدلالة منه-عليه السّلام-كما يظهر منه نقله النصّ على الجواد-عليه السّلام-قبل الميلاد.
ثمّ قول الشيخ«مدائني»الظاهر أنّ المراد أنّ أصله كان مدائنيّا،و إلاّ فهو معروف في الأخبار ب«الواسطي»ففي كفاءة نكاح التهذيب«سهل بن زياد، عن الحسين بن بشّار الواسطي،عن الجواد-عليه السّلام-» [3]و في فضل زيارة الكاظم-عليه السّلام-فيه«يعقوب بن يزيد،عن الحسين بن بشّار الواسطي» [4]لكن يشهد لرجال الشيخ من كونه مدائنيّا ما رواه أحكام جماعة التهذيب عن عليّ بن أحمد بن أشيم عن الحسين بن بشّار المدائني،سمع من يسأل الرضا