الحجّاج بن أبي عتّاب.فعرضتها عليه،فبكى ثمّ قال:ما في حديثه شيء إلاّ حقّ،قد سمعته من الثقات من شيعة عليّ-عليه السّلام-.
أقول:و قال المبرّد:كان الحسن إذا جلس في مجلسه فتمكّن ذكر عثمان فترحّم عليه ثلاثا و لعن قتلته ثلاثا؛و يقول:لو لم نلعنهم للعنّا.و كان ينكر الحكومة و لا يرى رأي الخوارج.و قال مخاطبا لعليّ-عليه السّلام-:لم تحكّم و الحقّ معك؟ألا تمضي قدما-لا أبالك-و الحقّ معك! [1].
قال الطبري في ذيله:كان الحسن فقيها،فاضلا،قاريا،لا يشك في حديثه فيما روى،و كان كثير المراسيل و كثير الرواية عن قوم مجاهيل و عن صحف قد وقعت إليه لقوم أخذها منهم [2].
قلت لعلّه أشار بما قال إلى كتاب سليم،كما عرفت.
و روى عن مساور،قال:قلت للحسن:عمّن تحدث هذه الأحاديث؟ قال:عن كتاب عندنا سمعته من رجل.و روى أنّه أحرق كتبه سوى صحيفة واحدة.و روى عنه أنّه قال:دخلت على الحجّاج فقال:ما جرّأك عليّ؟بم قعدت تفتي في مسجدنا؟قلت:الميثاق الّذي أخذه اللّه-عزّ و جلّ-على بني آدم.قال:فما تقول في أبي تراب؟قلت:و ما عسى أن أقول إلاّ ما قال اللّه -عزّ و جلّ- «وَ مٰا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهٰا إِلاّٰ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلىٰ عَقِبَيْهِ وَ إِنْ كٰانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاّٰ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّٰهُ» و كان عليّ ممّن هدى اللّه فغضب ثمّ أكبّ ينكت في الأرض،و خرجت لم يعرض لي أحد،فتواريت حتّى مات،توارى تسع سنين [3].
و في باب كتمان الكافي عن الباقر-عليه السّلام-هذا أبو حنيفة له أصحاب و هذا الحسن البصري له أصحاب [4].