الليل و هو في واد وحش مخوف،قال له أصحابه:قم يا أبا كلاب فاتّخذ لنفسك،و أصحابك أمانا،فقام يطوف حولهم و يقول:
اعيذ نفسي و اعيذ صحي من كلّ جنّيّ بهذا النقب حتّى أءوب سالما و ركبى فسمع قائلا يقول: «يٰا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطٰارِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا،لاٰ تَنْفُذُونَ إِلاّٰ بِسُلْطٰانٍ» [1]فلمّا قدموا مكّة أخبر بذلك في نادي قريش،فقالوا له:صبأت و اللّه يا أبا كلاب!إنّ هذا في ما يزعم محمّد انزل عليه،قال:إنّه و اللّه لقد سمعته و سمعه هؤلاء معي!ثمّ أسلم فحسن إسلامه.و رخّص له النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-أن يقول فيه بما شاء عند أهل مكّة عام خيبر،من أجل ماله و ولده بها،فجاء العبّاس بفتح خيبر سرّا و أخبر قريشا بضدّه جهرا حتّى جمع له ما كان له من مال بمكّة و خرج عنها،و ابنه «نصر بن الحجّاج»هو الفتى الجميل الّذي نفاه عمر من المدينة حين سمع المرأة تنشد:
هل من سبيل الى خمر فأشربها أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاج؟
حجّاج بن عمرو
قال:عدّه الشيخ في الرجال في أصحاب عليّ-عليه السّلام-و الظاهر أنّه «حجّاج بن عمرو بن غزية المازني النجاري»الذي عدّه الثلاثة من أصحاب رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-و هو الذي ضرب مروان يوم الدار حتّى سقط و حمله أبو حفصة مولاه-و هو لا يعقل.و شهد مع أمير المؤمنين-عليه السّلام- صفين،و كان يقول عند القتال:يا معشر الأنصار أ تريدون أن نقول لربّنا إذا