و آله-دفع إلى جرير نعلين من نعاله،و قال:احتفظ بهما،فانّ ذهابهما ذهاب دينك؛فلمّا كان يوم الجمل ذهبت إحداهما ثمّ فارق عليّا و اعتزل الحرب [1].
و ما رواه الخصال عن الصادق-عليه السلام-أنّ أمير المؤمنين-عليه السلام-نهى عن الصلاة في خمسة مساجد بالكوفة:مسجد الأشعث،و مسجد جرير،و مسجد سماك بن مخرمة،و مسجد شبث،و مسجد تيم [2].
أقول:لم يختصّ العنوان في الأوّل بالخلاصة،فعنونه ابن داود أيضا فيه، و أوّله لغير المجروحين؛و لم يختصّ الاعتراض بهما،بل يرد الاعتراض على جميعهم في عدم تفطّنهم لموضوع رجال الشيخ و أنّه يراعي مجرّد المصاحبة و لو كان منافقا.
ثمّ قول المصنّف:مسجده من المساجد المحدثة فرحا بقتل الحسين-عليه السلام-غلط،كيف و هو توفّي قبل قتله-عليه السلام-؟قال ابن قتيبة في معارفه:«توفّي بالسراة سنة أربع و خمسين في ولاية الضحّاك بن قيس على الكوفة» [3].
و قد نقل نفسه خبر الخصال نهي أمير المؤمنين-عليه السلام-عن الصلاة في مسجده.و إنّما في خبر عن الباقر-عليه السلام-«انّ مسجده من المساجد الّتي جدّدت فرحا لقتله عليه السلام» [4]لا«احدثت».
كما أنّ قوله:«إنّه و الأشعث بايعا ضبّا بعد ندائهما إيّاه بأبي الحسن»غلط.
فقد عرفت ثمّة أنّهما نادياه«أبا حسل»و أبو حسل كنية الضبّ.
هذا،و قال المسعودي:خرج جرير إلى بلاد قرقيسيا،و كتب إلى معاوية يعلمه ما نزل به و أنّه أحبّ مجاورته و المقام في داره،فكتب إليه معاوية بالمسير إليه [5]و ذكر مثله سبط ابن الجوزي في تذكرته [6].