و لو صحّ مستند القول الثاني لم يكن الرجل صحابيّا،بل أبوه؛و إن صحّ الثالث أو الرابع يتغيّر موضوعه.و جعل التقريب صعيرا جدّا للثالث و الرابع غير معلوم من ابن مندة و أبي نعيم و من الخبر المستند،كما مرّ.
و كيف كان:فقول الشيخ في الرجال:«أبو عبد اللّه»الأصل فيه قول من بدّله ب«ثعلبة بن عبد اللّه»فتوهّمه كنية.
ثعلبة بن عمرو أبو عمرة،الأنصاري
قال:عدّه الشيخ في الرجال في أصحاب رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-.
و روى الكشّي عن محمّد بن إسماعيل،عن الفضل،عن ابن أبي عمير،عن إبراهيم بن عبد الحميد،عن أبي بصير،قال:قلت لأبي عبد اللّه-عليه السلام- ارتدّ الناس إلاّ ثلاثة:أبو ذر و المقداد و سلمان،فقال أبو عبد اللّه-عليه السلام-:
فأين أبو ساسان و أبو عمرة و شتيرة؟ [1]و يأتي في سلمان عن الكشّي رواية تضمّنت لحوق أبي ساسان و عمّار و شتيرة و أبي عمرة بالثلاثة و صيرورتهم سبعة.
أقول:ظاهره أنّ الكشّي روى الخبر الأوّل في عنوانه بالخصوص و كونه كعنوان رجال الشيخ،مع أنّه لم يعنونه أصلا،و إنّما روى الخبر الأوّل كالثاني في سلمان.و الأوّل هو السادس من الكشّي،و الثاني-و هو خبر عبد الملك بن أعين عن الصادق عليه السلام-الثالث منه.
كما أنّ ظاهره أنّ رواية الكشّي في أبي عمرة منحصر بهما،مع أنّه روى في سلمان أيضا عن أبي بكر الحضرمي،عن أبي جعفر-عليه السلام-قال:«ارتدّ الناس إلاّ ثلاثة»إلى أن قال:«ثمّ أناب الناس بعد،فكان أوّل من أناب أبو
[1] الكشّي:8.و فيه:فأين أبو ساسان و أبو عمرة الأنصاري؟و ليس فيه و فيما نقله المامقاني(ره)عنه «و شتيرة»نعم ذكره الكشّي في غير هذه الرواية.