و في تاريخ بغداد عن عبد الرحمن بن عبد اللّه العمري قال:دعينا ليحيى أنا و أبو البختري و عبد اللّه بن مصعب و أبو يوسف،فقال لنا هارون:إنّي أمّنت هذا الرجل و سبعين معه،فكلّما أخذت رجلا قال:هذا منهم،فقلت له:سمّهم لي.فقال يحيى:أنا رجل من السبعين معروف بنسبي و عيني،فهل ينفعني ذلك،و اللّه!لو كانوا تحت قدمي ما رفعتها عنهم،فقلت:يا يحيى
لأنت أصغر من حرباء تنضبة لا يرسل الساق إلاّ ممسكا ساقا فنظر إليّ،ثمّ قال:يا عدوّ اللّه!أ تضرب بي الأمثال،و أخذ أبو البختري الأمان، فشقّه و قال:لا أمان له،ثمّ دعينا له مرّة اخرى فإذا هو مصفرّ متغيّر،و إذا هارون يكلّمه فلا يكلّمه،فقال:أ لا ترون إلى هذا الرجل اكلّمه فلا يكلّمني؟ فلمّا أكثرنا عليه أخرج لسانه كأنّه كرفسة،و وضع يده عليه-أي إنّي لا أقدر أتكلّم-فجعل هارون يتغيّظ و يقول:«إنّه يقول إني سقيته السمّ،و اللّه!لو رأيت عليه القتل لضربت عنقه»فالتفتّ حين بلغت الستر و إذا بيحيى قد سقط على وجهه لا حركة به [1].
يحيى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب،الهاشمي،الكوفي
قال:عدّه الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السّلام.و ذكره المشيخة [2].
أقول:و طريقه إليه عبد الرحمن بن جعفر الحريري.و وصفه عمدة الطالب بالصالح،و كنّاه بأبي عبد اللّه،و قال:«قتله الرشيد بعد أن حبسه» [3].إلاّ أنّ عدم ذكر مقاتل الأصبهاني له يدلّ على عدم تحقّق قتله.