إلى السوق و على رأسه عصابة و هو متّزر ببردة،فنزع العمامة من رأسه فاتّزر بها و نزع البردة فقال:اشتر منّي هذه البردة،فباعها منه بأربعة دراهم،فمرّت عجوز فقالت:مالك يا صاحب رسول اللّه؟فأخبرها فقالت:ها دونك هذا-لبرد عليها- فطرحته عليه.
ابن أبي الحديد
اسمه«عبد الحميد»يأتي مسلكه في ابن ديزيل و قال في شرح قوله عليه السّلام:
«اللّهم إنّي أستعديك على قريش»في بيان عقيدته:
و خير خلق اللّه بعد المصطفى أعظمهم يوم الفخار شرفا السيّد المعظّم الوصيّ بعد البتول المرتضى عليّ و ابناه ثمّ حمزة و جعفر ثمّ عتيق بعدهم لا ينكر المخلص الصديق ثمّ عمر فاروق دين اللّه ذاك القسور و بعده عثمان ذو النورين هذا هو الحقّ بغيرمين [1] و قال في قوله عليه السّلام:«كالمستثقل النائم»في الثالث و السبعين من كتبه:إنّ معاوية لو رأى في المنام في حياة النبيّ صلّى اللّه عليه و اله و سلّم أنّه خليفة يخاطب بإمرة المؤمنين، و يحارب عليّا عليه السّلام على الخلافة،و يقوم في المسلمين مقام النبيّ صلّى اللّه عليه و اله و سلّم لما طلب لذاك المنام تعبيرا،و لعدّه من وساوس الخيال و أضغاث الأحلام،و كيف و أنّى يخطر هذا بباله و هو أبعد الخلق منه!و هذا كما يخط للنفّاط أن يكون ملكا و لا تنظرنّ إلى نسبه،بل انظر إلى أنّ الإمامة هي نبوّة مختصرة،و أنّ الطليق المعدود من المؤلّفة قلوبهم المكذّب بقلبه و إن أقرّ بلسانه الناقص المنزلة عند المسلمين، القاعد في أخريات الصفّ إذا دخل إلى مجلس فيه أهل السوابق من المهاجرين.
كيف يخطر ببال أحد أنّها تصير فيه و يملكها و يسمه الناس و سمها و يكون للمؤمنين أميرا و يصير هو الحاكم في رقاب اولئك العظماء من أهل الدين