الأصمّ و أبا بكر الشافعي و غيرهما،و كان فاضلا بليغا،كتب إلى الصاحب بن عبّاد رقعة فأجابه الصاحب على ظهرها:
باللّه!قل لي أ قرطاس تخطّ به من حلّة هو أم ألبسته حللا باللّه!لفظك هذا سال من عسل أم قد صببت على ألفاظك العسلا؟! هذا،و قد عرفت أنّ الشيخ في الرجال و الفهرست و النجاشي في عنوانه الآخر قالوا:«إنّه من بني زبارة»بالباء في نسخهم،و قد عرفت تصريح السمعاني به،إلاّ أنّ الظاهر و همهم،و أنّ الصواب«أنّه من بني زئارة»بالهمز؛و ذلك أنّ السمعاني قال:«و إنّما لقّب محمّد-أي جدّ أبي هذا-بزبارة،لأنّه كان من أهل المدينة و كان شجاعا شديد الغضب،و كان إذا غضب يقول جيرانه:«قد زبر الأسد»فلقّب «زبارة».و مثله قال صاحب العمدة في التعليل [1]،و إن لم يذكر ضبطا و لم يعلم الأصل في خطّه،فإنّما يقولوا:«زئر الأسد»لا«زبر الأسد»و الزئر صوت الأسد؛ قال النابغة:«و لا قرار على زأر من الأسد».و في الأساس:«و زأر الأسد يزأر و يزئر»و الزبرة-بالضمّ-و إن قالوا الشعر المجتمع بين كتفي الأسد،إلاّ أنّه لا يجيء منه فعل.
و بالجملة:الصواب زئارة بالهمز.
هذا،و يأتي في عنوانه الصحيح«يحيى بن محمّد»فقرات عالية من الصاحب في رثائه.
يحيى الأزرق
قال:عدّه الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق و الكاظم عليهما السّلام.
و ظاهر المشيخة أنّه يحيى بن حسّان،لأنّه قال:و ما كان فيه عن يحيى الأزرق(إلى أن قال)عن أبان بن عثمان،عن يحيى بن حسّان الأزرق [2].