قال:عدّوه في أصحاب الرسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم و إليه كانت المشورة في الجاهليّة، و ذلك أنّ قريشا لم يجمعوا على أمر إلاّ عرضوه عليه،فإن رضيه سكت و إن لم يرضه منع منه،و كانوا له أعوانا حتّى يرجع،و قتل مع النبيّ صلّى اللّه عليه و اله و سلّم بالطائف،و قيل:
يوم خندق.
أقول:بل و قيل:يوم حنين لا خندق،و هو الأصحّ حيث قال به الزهري و عروة و موسى بن عقبة و ابن إسحاق،قال الأخير:جمح به فرس له فقتل،و أمّا الأوّل فإنّما قال به الزبير فقط.
يزيد بن زياد بن مهاصر أبو الشعثاء،الكندي،البهدلي
قال:استشهد مع الحسين عليه السّلام و سلّم عليه في الناحية [1].
أقول:و في الطبري،عن أبي مخنف،عن فضيل بن خديج الكندي أنّه جثا على ركبتيه بين يدي الحسين عليه السّلام فرمى بمائة سهم ما سقط منها خمسة أسهم، فكان كلّما رمى قال:
أنا ابن بهدلة فرسان العرجلة و يقول الحسين عليه السّلام:«اللّهمّ سدّد رميته و اجعل ثوابه الجنّة»فلمّا رمى بها قام فقال:ما سقط منها إلاّ خمسة أسهم،و لقد تبيّن لي أنّي قد قتلت خمسة نفر،و كان في أوّل من قتل،و كان رجزه يومئذ:
أنا يزيد و أبي مهاصر أشجع من ليث بغيل خادر يا ربّ إنّي للحسين ناصر و لابن سعد تارك و هاجر