responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قاموس الرجال نویسنده : التستري، الشيخ محمد تقي    جلد : 10  صفحه : 543

الذنوب كلّها،و أن يكون أشجع الناس و أسخى الناس،فقال عبد اللّه بن يزيد الأباضي:من أين قلت:إنّه أعلم الناس؟قال:لأنّه لو لم يكن عالما بجميع حدود اللّه و أحكامه و شرائعه و سننه لم يؤمن عليه أن يقلّب الحدود،فمن وجب عليه القطع حدّه،و من وجب عليه الحدّ قطعه،فلا يقيم للّه تعالى حدّا على أمره و من حيث أراد تعالى صلاحا يقع فسادا،قال:فمن أين قلت:إنّه معصوم من الذنوب؟ قال:لأنّه لو لم يكن معصوما من الذنوب دخل في الخطأ،فلا يؤمن أن يكتم على نفسه و يكتم على حميمه و قريبه و لا يحتجّ تعالى بمثله على خلقه.قال:فمن أين قلت:إنّه أشجع الخلق؟قال:لأنّه فئة المسلمين الذين يرجعون إليه في الحرب، و قد قال تعالى: وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ،إِلاّٰ مُتَحَرِّفاً لِقِتٰالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بٰاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّٰهِ فإن لم يكن شجاعا يبوء بغضب من اللّه،و لا يجوز أن يكون من يبوء بغضبه حجّته على خلقه،قال:فمن أين قلت:إنّه أسخى الناس؟قال:لأنّه خازن المسلمين،فإن لم يكن سخيّا فقد تاقت إلى أموالهم فأخذها فكان خائنا، و لا يجوز أن يحتجّ اللّه على خلقه بخائن.

فعند ذلك قال ضرار:فمن بهذه الصفة في هذا الوقت؟قال:صاحب القصر أمير المؤمنين.و كان هارون قد سمع الكلام كلّه،فقال عند ذلك:أعطانا و اللّه من جراب النورة،ويحك يا جعفر!-و كان جعفر بن يحيى جالسا معه في الستر-من يعني بهذا؟قال:يعني به موسى بن جعفر،قال:ما عنى به غيره،ثمّ عضّ على شفتيه و قال:مثل هذا حيّ و يبقى لي ملكي و لا ساعة [1]،فو اللّه!للسان هذا أبلغ في قلوب الناس من مائة ألف سيف،و علم يحيى أنّ هشاما قد أتى فدخل الستر،فقال:يا عبّاسي ويحك!من هذا الرجل؟فقال:يا أمير المؤمنين حسبك يكفى يكفى،ثمّ خرج إلى هشام فغمزه،فعلم هشام أنّه قد اني،فقام يوهم أنّه يبول و يقضي حاجة، فلبس نعله و انسلّ و مرّ من وقته نحو الكوفة،و نزل على بشير النبّال-و كان من حملة الحديث من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام-فأخبره الخبر،ثمّ اعتلّ علّة شديدة،


[1] كذا في الأصل،و في المصدر:و يبقى لي ملكي ساعة واحدة.

نام کتاب : قاموس الرجال نویسنده : التستري، الشيخ محمد تقي    جلد : 10  صفحه : 543
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست