و حدّثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل،فقال الحسين عليه السلام:معنا أنت أو علينا؟فقلت:لا معك و لا عليك،تركت أهلي و ولدي و أخاف عليهم من ابن زياد،فقال:فولّ هربا حتّى لا ترى لنا مقتلا،و الذي نفس حسين [1]بيده!لا يرى مقتلنا اليوم رجل و لا يغيثنا إلاّ أدخله اللّه النار؛فأقبلت هاربا في الأرض حتّى خفي عليّ مقتله [2].
قال:مرّ خبر الكشّي:سئل الفضل بن شاذان عن الزهّاد الثمانية؟فقال:الربيع ابن خثيم و هرم بن حيّان و اويس القرني و عامر بن قيس،و كانوا مع عليّ عليه السلام و من أصحابه،و كانوا زهّادا أتقياء [4].
و في السير:كان هرم بن حيّان صاحب أويس و أنّهما أوّل ما التقيا،قال له هرم:السلام عليك يا اويس بن عامر،فقال:و عليك السلام يا هرم بن حيّان،فقال هرم:أما أنّي قد عرفتك بالصفة،فكيف عرفتني؟قال:إنّ أرواح المؤمنين لتشامّ كما تشامّ الخيل،فتعرف بعضها بعضا [5].
أقول:و في الحلية،عن مالك بن دينار قال:استعمل هرم فظنّ أنّ قومه سيأتونه،فأمر بنار فاوقدت بينه و بين من يأتيه،فجاءه قومه يسلّمون عليه من بعيد،فقال:مرحبا بقومي!ادنوا،قالوا:ما نستطيع لقد حال النار بيننا و بينك،قال:
و أنتم تريدون أن تلقوني في نار أعظم منها،نار جهنّم!قال:فرجعوا [6].
و في الاستيعاب:قال أبو عبيدة:و في سنة ثمان عشرة حاصر هرم بن حيّان