«إنّا لا نعلم أنّهم مجبّرة و لا مشبّهة،و أكثر ما معنا أنّهم كانوا يروون ما يتضمّن الجبر و التشبيه،و ليس روايتهم لها دليلا على أنّهم كانوا معتقدين لصحّتها» [1]أو على أفراد مشتبهة منهما.و هو الأقرب بقوله:«له مذهب»و قلنا بحمله لقوله أوّلا:«ثقة وجه»و إلاّ فظاهر سكوت الخطيب عن مذهبه عامّيته،كما أنّ المساعدة الذين روى كتبهم أكثرهم عامّيّون،كما مرّ.
هارون بن موسى التلّعكبري
قال:عدّه الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام قائلا:يكنّى أبا محمّد،جليل القدر عظيم المنزلة،واسع الرواية،عديم النظير،ثقة،روى جميع الاصول و المصنّفات،مات سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة؛أخبرنا عنه جماعة من أصحابنا.
و قال النجاشي:هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد بن سعيد أبو محمّد التلّعكبري من بني شيبان،كان وجها في أصحابنا،ثقة معتمدا لا يطعن عليه،له كتب منها:كتاب الجوامع في علوم الدين،كنت أحضر في داره مع ابنه أبي جعفر و الناس يقرءون عليه.
أقول:و في كثير من عناوين رجال الشيخ في من لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام من الألف إلى الياء«روى عنه التلّعكبري»و هو شاهد قوله هنا:روى جميع الاصول و المصنّفات.
و روى عن العامّة أيضا،فعنونه الذهبي و قال:سمع البغوي و أبا بكر الباغندي.
قال المصنّف:و في الإيضاح:التلّعكبري باللام المشدّدة و ضمّ العين و الباء عن فضل اللّه الراوندي.
قلت:بل هو بفتح الباء،حيث إنّ التلّ فيه منسوب إلى«عكبرا»على عشرة فراسخ من بغداد،صرّح بالفتح السمعاني في أنسابه و الحموي في بلدانه،قال