عدّه لهوف ابن طاوس و مثير ابن نما من شهداء الطف،قالا:و كان معه امرأته و امّه،إلى أن قالا-بعد ذكر خروجه إلى الجهاد و قتاله-:فرجع إليهما و قال:يا امّه أرضيت أم لا؟فقالت الامّ:ما رضيت حتّى تقتل بين يدي الحسين عليه السلام!و قالت امرأته:باللّه عليك لا تفجعني بنفسك!فقالت له امّه:يا بنيّ اعزب عن قولها و ارجع فقاتل بين يدي ابن بنت نبيّك تنل شفاعة جدّه،فرجع فلم يزل يقاتل حتّى قطعت يداه،فأخذت امرأته عمودا فأقبلت نحوه و هي تقول:فداك أبي و امّي!قاتل دون الطيّبين حرم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأقبل كي يردّها إلى النساء،فأخذت بجانب ثوبه و قالت:لن أعود دون أن أموت معك،فقال الحسين عليه السلام:جزيتم من أهل بيتي خيرا ارجعي إلى النساء،رحمك اللّه،فانصرفت إليهنّ،و لم يزل الكلبي يقاتل حتّى قتل [1].
و قد بدّله ابن شهرآشوب في مناقبه ب«وهب بن عبد اللّه الكلبي»كما يأتي.
و بدّلته رواية أمالي الصدوق ب«وهب بن وهب الكلبي»كما يأتي.و الثلاثة كلّها تحريف،و الأصل في الجميع«عبد اللّه بن عمير الكلبي»المتقدّم،الذي ذكره الطبري [2]و المفيد [3]؛و لم يكن معه إلاّ امرأته المكنّاة ب«امّ وهب»و توهّموا أنّ«امّ وهب»بالإضافة،فتوهّموا أنّ الكلبي نفسه اسمه«وهب»و أنّ له امّا،و أخذا «جناب»اسم أبيه من كنية«أبي جناب»راوي قصّة«الكلبي عبد اللّه بن عمير» المتقدّم.
و يأتي وجه اسم أبي الأخيرين.و قد ناقض ابن طاوس و ابن نما هنا،حيث قالا:إنّ زوجته قالت له:«لا تفجعني بنفسك»على خلاف امّه،ثمّ قالت له:فداك أبي و امّي!قاتل دون الطيّبين حرم الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.