أقول :
هذا الدعاء يحتوي على مضامين عالية وراوية وهو عبد الرحمن بن سيابة أوصاه الصادق عليهالسلام بوصيّة نافعة ، يجدر
ذكرها : روى عبد الرحمن بن سيابة ، قال : لما توفي أبي سيابة أتانا بعض أخلاّ ئه
فقرع باب الدار ، فخرجت إليه. فعزّاني ، ثم سأل هل أورثكم أبوكم شَيْئاً من المال
، قلت لا ، فناولني كيسا فيه ألف درهم وأوصاني بالمحافظة عليه والاتجار به
والارتزاق من ربحه ، فابتهجت ومضيت إلى أمي فحدثتها بذلك ثم توجّهت آخر النهار إلى
بعض أصدقاء أبي أناشده أن يعيّن لي عملاً من الاعمال ، فاختار لي الاتجار بالثياب
السابرية ، وابتاع لي منها فعينت حانوتا أباشر فيه عملي ، فرزقني الله تعالى من
ذلك العمل خيراً كَثِيراً ، فلما آن أوان الحج وددْت أن أحج فأتيت أمي أخبرها عن
قصدي فأشارت عليَّ برد الألف درهم إلى صاحبه.
قال عبد الرحمن : فأعددتها ورددتها إليه
فابتهج لذلك كأني قد وهبته الدراهم ، وقال لي لعلّها كانت قليلة لم تكفك ، فإن شئت
زدتك فأخبرته أني قد رمت الحج ، ولذلك رددت الدراهم فرحلت إلى مكة وأديت الحجّ ، ثم
عدت إلى المدينة ، وتوجهت إلى الصادق عليهالسلام
مع عصبة من الناس ، وكان عليهالسلام
في تلك الاوان يأذن للنّاس عامّة ، فجلست في آخر القوم وكنت حينذاك شابا فأخذ
الناس في السؤال عنه ، فكان عليهالسلام
يجيب على أسئلتهم فينصرفون فجلست حتى قلّوا فأشار عليهالسلام
إلى فدنوت منه ، فقال : هل لك حاجة؟ قلت : جعلت فداك ، أنا عبد الرحمن بن سيابة
فسأل عن والدي ، فقلت قد توفي ، فتوجع وترحّم ، فقال : وهل أورثكم شَيْئاً؟ قلت : لا.
قال : فكيف تسنّى لك الحج فأخذت أحدثه عليهالسلام
بأمر الدراهم. قال عبد الرحمن : فلم يدعني أنتهي من حديثي وقاطعني عليهالسلام قائلاً : إنك قد
أتيت حاجا فماذا صنعت بالمال الذي أخذته من الرجل؟ قلت له رددته إليه ، فقال : قد
أحسنت ثم قال : ألا أوصيك بوصية؟ قلت : بلى. قال : عليك بالصدق وأداء الأمانة حتى
تشارك الناس في أموالهم ، هكذا ، وجمع بين إصبعيه أي إذا لازمت الصدق في قولك ، فاجتنبت
الكذب ووفيت بالوعد والدين ، في الموعد المقرر لأدائه ولم تأكل أموال الناس بالباطل
، دفعوا إليك ما طلبت فتكون بذلك شريكا لهم في أموالهم. قال عبد الرحمن : فحفظت
الوصية عنه عليهالسلام
أي