نام کتاب : مفاتيح الجنان نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 1 صفحه : 5
بسم الله الرحمن
الرحيم
مقدمة التحقيق
الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره
وسبباً للمزيد من فضله ، ودليلاً على آلائه وعظمته ، والصلاة والسلام على خير خلقه
وأفضل بريّته محمّد وآله الطيّبين الطاهرين الأئمّة الهداة المهديين. وبعد : فإنّ
الله سبحانه وتعالي من وفور كرمه علّم الدعاء وندب إليه ، وألهم السؤال وحثّ عليه
، ورغّب في معاملته والإقدام عليه ، وجعل في مناجاته سبب النجاة ، وفي سؤال مقاليد
العطايا ومفاتيح الهبات ، وجعل لإجابة الدعاء أسبابباً من خصوصيّات الدعوات ،
وأصناف الداعين والحالات ، والأمكنة والأوقات.
تعريف
الدعاء
الدعاء لغة : النداء والاستدعاء ، تقول
: دعوت فلاناً إذا ناديته وصحت به.
واصطلاحاً : طلب الأدني للفعل من الأعلي
علي جهة الخضوع والإستكانة.
في
الحثّ علي الدعاء
ويبعث عليه العقل والنقل ؛ أمّا العقل :
فلأنّ دفع الضرر عن النفس مع القدرة
عليه والتمكّن منه واجب ، وحصول الضرر ضروريّ الوقوع لكلّ إنسان في دار الدنيا ،
كيف لا وهي في دار الجوادث التي لا تستقرّ علي حال ، فضررها إمّا حاصل واقع أو
متوقّع الحصول ، وكلاهما يجب إزالته مع القدرة عليه ، والدعاء محصّل لذلك وهو
مقدور فيجب المصير إليه.
وقد نبّه أمير المؤمنين عليهالسلام علي هذا المعني حيث
قال : «ما
مِن أحدٍ ابتلي وإن عظمت بلواه بأحقِّ بالدعاء من المعافي الذي لا يأمن البلاء»
[١].
فكلّ إنسان يحتاج إلي الدعاء معافيِّ
ومبتليِّ ، وفائدته دفع البلاء الحاصل ودفع السوء النازل ، أو جلب نفع مقصود أو
تقرير خير موجود ، ودوامه ومنعه من الزوال ، لأنهم عليهمالسلام
وصفوه بكونه سلاحاً ، والسلاح ممّا يستجلب به لانفع ويستدفع به الضرر ، وسمّوه
أيضاً تُرساً ، والترس جُنّة يتوقّي بها المكاره.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «ألا
أدلّكم علي سلاحٍ ينجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم؟ قالوا : بلي ، قال :
[١] من لا يحضره
الفقيه ٤/٣٩٩ ح ٥٨٥٧ ؛ وعدّة الداعي : ٢٣.
نام کتاب : مفاتيح الجنان نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 1 صفحه : 5