وإعلم أنه قد ورد في الحديث فضل كثير
لصلاة مائة ركعة في هذه الليلة ، تقرأ في كل ركعة الحمد مرة والتوحيد عشر مرات [٢]
، وقد مرّ في أعمال شهر رجب صفة الصلاة ست ركعات في هذه الليلة يقرأ فيها سورة
الحمد ويَّس وتبارك والتوحيد [٣].
يوم النصف من شعبان :
وهو عيد الميلاد ، وقد ولد فيه الإمام الثاني عشر إمامنا المهدي الحُجّة بن الحسن
صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه ، ويستحب زيارته عليهالسلام في كل زمان ومكان
والدعاء بتعجيل الفرج عند زيارته ، وتتأكد زيارته في السرداب بسرّ من رأى ، وهو
المتيقّن ظُهُورُهُ وتملكه ، وأنّه يملأ الأَرْض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً
وجوراً.
أعمال ما بقي من هذا الشهر
عن الرّضا صَلَواتُ الله وسَلامُهُ
عَلَيهِ قال : من صام ثلاثة أيّام مِن آخر شَعبان ووصلَها بِشَهرِ رَمَضانَ كتبَ
الله تعالى لَهُ صيام شَهرين متتابعين [٤].
وعن أبي الصّلت الهروي قالَ : دخلت على
الإمام الرّضا عليهالسلام
في آخر جمعة مِن شَعبان ، فقالَ لي : يا أبا الصّلت ، إنَّ شَعبان قَدْ مضى أكثره
، وهذا آخر جمعة فيه ، فتداركْ فيما بقي تقصيركَ فيما مضى مِنه ، وعليك بالاقبال
على ما يعينك ، وأكثرْ من الدعاء والاستغفار وتلاوة القران وتبْ إلى الله مِن
ذنوبِكَ ليقبل شَهر رَمَضان إليكَ وأنتَ مخلص لله عزَّ وجلَّ ، ولاتدعَنّ أمانة في
عنقكَ إلاّ أدّيتها ولا في قلبكَ حقداً على مؤمِن إلاّ نزعته ولاذنباً أنتَ مرتكبه
إلاّ اقلعت عَنهُ ، واتق الله وتوكّل عَليهِ في سرِّ أمركَ وعلانيتكَ (وَمَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلى الله فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ الله بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ
الله لِكُلِّ شَيٍْ قَدْراً)[٥] وأكثر من أن تقول في
ما بقي مِن هذا الشّهر : اللّهُمَّ
إِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنا فِيما مَضى