نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 48
الصواب ، والله اعلم.
وقوله تعالى : (إِنَّ
الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ)[١] وفى سبب نزولها على اختلاف الروايات ثلاثة أقوال :
أحدها : أن
رجالا من الأنصار ممن كان يهلّ لمناة فى الجاهلية ـ ومناة اسم صنم كان بين الصفا
والمروة ـ قالوا : يا رسول الله ، إنا كنا نطوف بين الصفا والمروة تعظيما لمناة ،
فهل علينا حرج أن نطوف بهما الآن؟ فنزلت هذه الآية [٢]. رواه عروة عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ. وقالت عائشة : «قد
سنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم الطواف بهما فليس لأحد أن يدع الطواف بهما». أخرجاه فى
الصحيحين» [٣].
والثانى : أن
المسلمين كانوا لا يطوفون بين الصفا والمروة ؛ لأنه كان على الصفا تماثيل وأصنام
فنزلت هذه الآية ، رواه عكرمة عن ابن عباس.
وقال الشعبى :
كان وثن على الصفا ووثن على المروة تدعيان بإساف ونائلة ، وكان فى الجاهلية يسعون
بينهما ويمسحونهما ، فلما جاء الإسلام كفوا عن السعى بينهما. فنزلت هذه الآية.
والثالث : أن
الصحابة قالوا للنبى صلىاللهعليهوسلم : إنا كنا نطوف فى الجاهلية بين الصفا والمروة ، وإن
الله تعالى ذكر الطواف بالبيت ولم يذكره بين الصفا والمروة ، فهل علينا حرج أن لا
نطوف بهما؟ فنزلت هذه الآية [٤]. رواه الزهرى عن أبى بكر بن عبد الرحمن عن جماعة من أهل
العلم.
وذكر ابن إسحاق
فى كتاب السيرة : أن إسافا ونائلة كانا بشرين فزنيا داخل الكعبة ، فمسخا حجرين ،
فنصباهما قريش تجاه الكعبة ليعتبر بهما الناس ، فلما طال عهدهما عبدا ثم حوّلا إلى
الصفا والمروة ، ولهذا يقول أبو طالب فى قصيدته :