responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 437

الأنبياء ، فمن اتخذ الصخرة اليوم قبلة يصلى إليها فهو كافر مرتد يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل ، مع أنها كانت قبلة لكن نسخ ذلك ، فكيف بمن يتخذها مكانا يطاف به كما يطاف بالكعبة ، والطواف بغير الكعبة لم يشرعه الله.

وكذلك من قصد أن يسوق إليها غنما أو بقرا ليذبحها هناك ويعتقد أن الأضحية فيها أفضل ، وأن يحلق فيها شعره فى العيد ، أو أن يسافر إليها ليعرّف بها عشية عرفه فهذه الأمور التى يشبه بها بيت المقدس فى الوقوف والطواف والذبح والحلق من البدع والضلالات ، ومن فعل شيئا من ذلك معتقدا أن هذا قربة إلى الله فإنه يستتاب وإلا قتل ، كما لو صلى إلى الصخرة معتقدا أن استقبالها فى الصلاة قربة كاستقبال الكعبة ؛ ولهذا بنى عمر بن الخطاب مصلى المسلمين فى مقدم المسجد الأقصى.

فإن المسجد الاقصى اسم لجميع المسجد الذى بناه سليمان ـ عليه‌السلام ـ وقد صار بعض الناس يسمى الأقصى : المصلى الذى بناه عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ فى مقدمه.

والصلاة فى هذا المصلى الذى بناه عمر للمسلمين أفضل من الصلاة فى سائر المسجد ؛ فإن عمر بن الخطاب لما فتح بيت المقدس وكان على الصخرة زبالة عظيمة ؛ لأن النصارى كانوا يقصدون إهانتها مقابلة لليهود الذى يصلون إليها ، فأمر عمر ـ رضى الله عنه ـ بإزالة النجاسة عنها ، وقال لكعب الأحبار : أين ترى أن نبنى مصلى المسلمين؟ فقال : خلف الصخرة. فقال : يا ابن اليهودية! خالطتك يهودية ، بل ابنيه أمامها ؛ فإن لنا صدور المسجد [١].

ولهذا كان أئمة الأمة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصلاة فى المصلى الذى بناه عمر.

وقد روى عن عمر ـ رضى الله عنه ـ أنه صلى فى محراب داود ، وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر ـ رضى الله عنه ـ ولا الصحابة ، ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة بل كانت مكشوفة فى خلافة عمر وعثمان وعلى ومعاوية


[١] مثير الغرام للمقدسى ص ٣٨ (مخطوط) ، فضل بيت المقدس للواسطى (٦٣).

نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 437
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست