نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 345
وإن كانت الرواية : «يا محمد» تأدبا وحشمة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وقال العلماء :
يجب الأدب مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد مماته كما فى حال حياته.
وقد روى عن أبى
بكر الصديق رضى الله عنه أنه قال : لا ينبغى رفع الصوت عند النبى صلىاللهعليهوسلم حيا وميتا [١].
وروى عن عائشة
ـ رضى الله عنها ـ أنها كانت تسمع صوت الوتد يوتد فى بعض الدور المطنبة بمسجد رسول
الله صلىاللهعليهوسلم فترسل إليهم : لا تؤذوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قالوا : وما
عمل علىّ ـ رضى الله عنه ـ مصراعى داره بالمناصع توقيا عن ذلك.
وفى صحيح
البخارى عن عمر ـ رضى الله عنه ـ أنه قال لرجلين من أهل الطائف : لو كنتما من أهل
البلد لأوجعتكما ضربا ؛ ترفعان أصواتكما فى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم[٢].
ويروى أن أبا
جعفر المنصور ناظر مالك بن أنس فى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال له مالك : يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك فى هذا
المسجد فإن الله تعالى أدب قوما فقال : (إِنَّ الَّذِينَ
يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ)[٣] الآية ، وذمّ قوما فقال : (إِنَّ الَّذِينَ
يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ)[٤] الآية. وإن حرمته كحرمته ميتا ، فاستكان له أبو جعفر ،
ثم قال أبو جعفر : يا أبا عبد الله أأستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ فقال مالك : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله
تعالى يوم القيامة ، بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله تعالى [٥].
وروى عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه قال : لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد أن تغفر لى ،
فقال الله تعالى : وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه ، قال :