نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 2 صفحه : 93
خلو الصفة من ضمير الموصوف ، ولو قيل استطعماها كان مجازا ، ولهذا كان هذا
الوجه أولى من أن تقدر الجملة جوابا لإذا ؛ لأن تكرار الظاهر يعرى حينئذ عن هذا
المعنى ، وأيضا فلأنّ الجواب فى قصة الغلام (قالَ أَقَتَلْتَ) لا قوله (فقتله) لأن الماضى المقرون بقد لا يكون جوابا
؛ فليكن (قالَ) فى هذه الآية أيضا جوابا.
ومثال النوع
الثانى ـ وهو الواقع حالا لا غير لوقوعه بعد المعارف المحضة ـ (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ)(لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ
سُكارى).
ومثال النوع
النوع الثالث ـ وهو المحتمل لهما بعد النكرة ـ (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ
أَنْزَلْناهُ) فلك أن تقدر الجملة صفة للنكرة وهو الظاهر ، ولك أن
تقدرها حالا منها لأنها قد تخصصت بالوصف وذلك يقربها من المعرفة ، حتى إن أبا
الحسن أجاز وصفها بالمعرفة فقال فى قوله تعالى (فَآخَرانِ يَقُومانِ
مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ) إن الأوليان صفة لآخران لوصفه بيقومان ، ولك أن تقدرها
حالا من المعرفة وهو الضمير فى (مُبارَكٌ) إلا أنه قد يضعف من حيث المعنى وجها الحال ؛ أما الأول
فلأن الإشارة إليه لم تقع فى حالة الإنزال كما وقعت الإشارة إلى البعل فى حالة
الشيخوخة فى (وَهذا بَعْلِي
شَيْخاً) وأما الثانى فلاقتضائه تقييد البركة بحالة الإنزال ،
وتقول «ما فيها أحد يقرأ» فيجوز الوجهان أيضا ؛ لزوال الإبهام عن النكرة بعمومها [١].
ومثال النوع
الرابع ـ وهو المحتمل لهما بعد المعرفة ـ (كَمَثَلِ الْحِمارِ
يَحْمِلُ أَسْفاراً) فإن المعرف الجنسى يقرب فى المعنى من النكرة ؛ فيصح
تقدير (يَحْمِلُ) حالا أو وصفا ومثله (وَآيَةٌ لَهُمُ
اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) وقوله :
*ولقد أمرّ على اللئيم يسبّنى* [١٤٢]
وقد اشتمل
الضابط المذكور على قيود :
أحدها : كون
الجملة خبرية ، واحترزت بذلك من نحو «هذا عبد بعتكه»