أجمع
النحاة على أن الحروف الثلاثة تحذف عند وجود الجازم ، واختلفوا في حذفها ، لماذا؟
فالمحققون على
أنها حذفت عند الجازم لا بالجازم [١]. قيل : وهو الذي فهم من كلام سيبويه رحمهالله تعالى [٢] وعلل بأن هذه الحروف ليست علامة للرفع والجازم إنما
يحذف ما كان علامة له [٣].
ومذهب ابن
السراج وأكثر النحاة أن حذف هذه الحروف علامة للجزم [٤].
وهذا
الخلاف مبني على أن حروف العلة التي في الفعل في حال الرفع هل فيها حركات مقدرة أو
لا؟
فمذهب
سيبويه : أن فيها حركات
مقدرة في الرفع وفي الألف في النصب ، فهو إذا جزم يقول : الجازم حذف الحركات
المقدرة ويكون حذف حرف العلة عنده ؛ لئلا يلتبس الرفع بالجزم.
فإن
قيل : الفرق يحصل
بينهما بالعامل كما يحصل الفرق في المقصور من ـ
ـ «قد يضاف صدر
المركّب فيتأثّر بالعوامل ما لم يعتلّ ، وللعجز حينئذ ما له لو كان مفردا. وقد لا
يصرف كرب مضافا إليه معدي ، وقد يبنى هذا المركّب تشبيها بخمسة عشر».
[١] أي والذي حذفه
الجازم إنما هي الحركات المقدرة فوق حروف العلة ، ثم كان حذف هذه الحروف ؛ لئلا
يلتبس الرفع بالجزم كما سيذكره.
وانظر رأي سيبويه في كتابه : (١ / ٢٣).
يقول : «واعلم أنّ الآخر إذا كان يسكّن في الرّفع حذف في الجزم لئلّا يكون الجزم
بمنزلة الرّفع فحذفوا كما حذفوا الحركة ونون الاثنين والجمع ، وذلك قولك : لم يرم
ولم يغز ولم يخش ، وهو في الرّفع ساكن الآخر تقول : هو يغزو ويرمي ويخشى».
[٣] كحذف النون في
الأفعال الخمسة والضمة في الأفعال الصحيحة الآخر.
كما علل أيضا بأن الأعراب زائد على
ماهية الكلمة ، وهذه الحروف من أصلها.
[٤]قال ابن السراج
في حديث له عن إعراب المضارع المعتل : «فإن دخل الجزم قلت : لم يغز ولم يرم فحذفت
الياء والواو في الوقف ، وكذلك في الوصل تقول : لم يغز عمر ولم يرم بكر. وإنّما
حذفت الياء والواو في الجزم إذ لم يصادف الجازم حركة يحذفها ، فحذفت الياء والواو
؛ لأنّ الحركة فيهما وليكون للجزم دليل ، والأمر كالجزم» (الأصول في النحو لابن
السراج (٢ / ١٧٠) تحقيق عبد الحسين الفتلي).
نام کتاب : شرح التّسهيل المسمّى تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد نویسنده : ناظر الجيش جلد : 1 صفحه : 291