للتعليق المطلق
للزمن ، يختلف النحاة فى حرفيّتها ، فيذهب سيبويه وابن مالك ومن تبعهما إلى أنها
حرف ، وذهب المبرد وابن السراج وأبو على ومن وافقهم إلى أنها باقية على اسميتها
بعد دخول (ما) عليها ، وأن مدلولها من الزمان صار مستقبلا بعد أن كان ماضيا [٢].
و (إذ) مجردة
من (ما) اسم ظرف ، ولكنها تصير إلى الحرفية ـ عند من يقول بحرفتيها ـ بعد أن تلحق
بها (ما) ، واسمية (إذ) يستوجب إضافتها ، فلمّا كانت فى هذا الباب ـ باب المجازاة
ـ جازمة وجب إلحاق (ما) بها حتى لا تضاف ، وبذلك نقلت من الاسمية إلى الحرفية ؛
لأنها فى اسميتها ملازمة للإضافة ، وفى حرفيتها احتمال لعملها الجزم فى الأفعال.
وبذلك يفرق بين كونها مضافة ، وكونها جازمة عن طريق اسميتها وحرفيتها.
[١] (كما) الكاف :
حرف جر مبنى لا محل له. (ما) حرف مصدرى مبنى لا محل له. (توليتم) فعل ماض مبنى على
السكون وضمير المخاطبين مبنى فى محل رفع ، فاعل. والمصدر المؤول فى محل جر بالكاف
، وشبه الجملة (كما توليتم) فى محل نصب نعت لمفعول مطلق محذوف ، والتقدير : إن
تتولوا توليا كتوليكم. (من قبل) حرف جر مبنى. قبل : اسم مبنى على الضم ؛ لأنه
مقطوع عن الإضافة لفظا فى محل جر بمن. وشبه الجملة متعلقة بالتولى. (عذابا) مفعول
مطلق منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
(أليما) صفة لعذاب منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة.
[٢]ينظر : الكتاب ٣
ـ ٥٦ ، ٥٧ / رصف المبانى ١٤٨ / الجنى الدانى ١٩٠ / مغنى اللبيب ١ ـ ٨٧.
[٣]شفاء العليل ٣ ـ ٩٥٢
/ شذور الذهب ٣٣٥ / شرح قطر الندى ١٢٢ / شرح ابن عقيل ٤ ـ ٢٨ / المساعد ٣ ـ ١٤٠.
(إنك) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل
له من الإعراب ، وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ،