يرى جمهور
النحاة أن (لكن) ـ. بنون ساكنة ـ حرف عطف استدراكى ، خلافا ليونس وتبعه ابن مالك [١] ، حيث يذهبان إلى كونها للاستدراك ؛ لأنها تكون مخففة
من الثقيلة فى كلّ مواقعها ، وليست بحرف عطف ، فهى صالحة لجواز دخول الواو عليها ،
فإذا ذكر مفرد بعدها فإنه يقدر العامل ـ حينئذ ـ فإذا قلت : (ما جاء محمد لكن
محمود) فيكون التقدير عند من يجعلها غير عاطفة : (لكن جاء محمود).
وموجز أقوال النحاة فى احتساب (لكن) عاطفة أربعة اتجاهات :
أولها وثانيها
: أنها استدراكية وليست بعاطفة ، والواو المذكورة قبلها عاطفة مفردا على مفرد
قبلها ، وعلى رأس هؤلاء يونس ، ووافقه ابن مالك ، ومنهم من يجعل الواو عاطفة جملة
حذف بعضها على جملة.
ثالثها : أنها
تكون عاطفة ، ولكن لا بدّ من دخول الواو عليها ، وتكون الواو زائدة ، وهو ما ذهب
إليه أكثر النحاة ، وعلى رأسهم الفارسى.
وصححه ابن
عصفور ، ونوّن إلى أنه يجب أن يحمل عليه مذهب سيبويه والأخفش.
رابعها : ومن
النحاة من يرى أنها عاطفة ، وأنت مخير بين أن تأتى بالواو أو أن لا تأتى بها [٢].
ونأخذ بالرأى
الثالث الذى يذهب إليه جمهور النحاة ، وهو أن تكون عاطفة استدراكية.
و (لكن) موضوعة
لمخالفة ما بعدها لما قبلها فى الحكم المسند إليه.
وتكون (لكن) الخفيفة عاطفة فى اجتماع الشروط الآتية :
أ ـ ألا تكون
مخففة من الثقيلة ، فالمخففة من الثقيلة حرف ابتداء غير عامل ، خلافا لبعض النحاة
ـ وعلى رأسهم الأخفش ـ حيث يجعلونها مخففة عاملة باحتساب اسمها ضمير الشأن محذوفا
، وما بعدها من جملة يكون خبرها.